نيويورك، أوسلو - أ ف ب، يو بي آي، رويترز – في زيارة ذات دلالات رمزية كبيرة لموقع مركز التجارة العالمي في نيويورك المدمر باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بعد أيام على قتل قوات أميركية خاصة زعيم تنظيم «القاعدة» في باكستان، جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام أقرباء عدد من الضحايا ورجال إنقاذ دعوته الى «الوحدة» التي سادت بعد الاعتداءات. ووضع أوباما إكليلاً من الورود على مكان البرجين السابقين لمركز التجارة العالمي والمعروف حالياً باسم «غراوند زيرو»، حيث سقط أكثر من 2700 قتيل في 11 أيلول. ونفذ نائب الرئيس جوزف بايدن الخطوة ذاتها في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، حيث اصطدمت طائرة خطفت في اليوم ذاته للاعتداءات بأحد مبانيه. وأكد البيت الأبيض أن زيارة أوباما لنيويورك لا تهدف الى «الاستعراض»، علماً انه لم يلقِ خطاباً في الموقع، «بل لتكريم ذكرى ضحايا الاعتداءات التي أدت الى غزو أفغانستان من أجل القضاء على القاعدة». ويحاول البيت الأبيض تجنب أي تهليل بالنصر منذ مقتل بن لادن. وقرر أوباما أول من أمس عدم نشر أي صورة لزعيم «القاعدة» لتجنب أي «خطر على الأمن القومي» للولايات المتحدة عبر استخدام «طابعها العنيف» للدعاية الإعلامية. وأبلغ أوباما محطة «سي بي أس» أن إدارته بحثت الأمر في اجتماعات داخلية، ورأت انه من المهم جداً عدم السماح باستخدام صور تشكل أدلة كوسيلة للتحريض على العنف أو للدعاية الإعلامية. كما ليس من طبيعتنا أن نعرض صوراً مماثلة للتباهي». وشدد على أن إدارته «أكيدة بشكل قاطع» من مقتل بن لادن، وهو ما أثبتته فحوص الحمض النووي. وتابع: «لقد استحق ما حصل له، وأعتقد بأن الأميركيين والناس في أنحاء العالم سعداء بمقتله الذي سينكره البعض، لكن الحقيقة أنه لن يمشي على الأرض بعد اليوم». ونشرت وسائل إعلام صوراً «عنيفة جداً» لثلاث رجال لم تكشف هوياتهم قتلوا في العملية الأميركية على منزل بن لادن في أبوت آباد، من دون أن تظهر أي شبه بزعيم «القاعدة» وأظهرت الصور التي التقطها مسؤول باكستاني دخل منزل بن لادن بعد الهجوم الرجال الثلاثة في برك دم. أحدهم يرتدي قميصاً ويسيل الدم من أذنه اليمنى، وآخران بزي باكستاني تقليدي يسيل الدم من فم أحدهما وذقنه، فيما ينزف الثاني دماً من أنفه، وتظهر بقعة دم على قميصه الأبيض. وأظهرت صور أخرى التقطت للمجمع ذيل مروحية متضررة، وقمامة منتشرة على الأرض. وفيما سرت إشاعات حول مقتل بن لادن وهو أعزل، طلبت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة «نشر الوقائع الكاملة والدقيقة» للعملية لتأكيد «شرعيتها». وقالت: «اعتقد بأن العالم كله يملك الحق في معرفة ما جرى بدقة». الى ذلك، اعتبر رئيس المجلس الفرنسي الإسلامي محمد الموسوي أن الجدل الذي أثارته سلطات إسلامية عليا حول أن رمي جثة بن لادن في البحر مخالف للإسلام «ليس في محله كلياً مقارنة بآلام بعض العائلات». وأبلغ صحيفة «لو بروغري» المناطقية أنه «حتى التطرق الى تفاصيل الشعائر المرتبطة بمصير جثة بن لادن يمكن أن يعتبره هؤلاء الضحايا إهانة لذكرى أقاربهم الذين لم يعثروا أبداً على جثثهم». وأعلن انه على رغم أن شعائر الدفن لها مهمتها، فليس هنا المكان والزمان للتحدث عنها». وكان مسجد باريس الكبير أكد أن رمي جثة في البحر «يخالف تماماً القواعد المقدسة في الإسلام، والذي لا يقبل إلا الدفن». على صعيد آخر، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني، أن المعركة ضد الإرهاب لم تنته بمقتل بن لادن. وقالت: «يجب ألا ننسى أن معركة القضاء على القاعدة وحلفائها لا تنتهي بحادث قتل حتى لو شكل رسالة لا لبس فيها عن حزم المجموعة الدولية في التصدي للإرهاب».