تناول الأمير تركي الفيصل عبر ورقة ألقاها في مؤتمر عن الإرهاب نظمه «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن كثيراً من القضايا المتعلقة بهذا الملف في المنطقة والعالم، وعلق على عملية مقتل بن لادن بقوله: «لم ينل مقتل بن لادن الثناء الذي يستحقه ليس فقط في أرجاء العالم وإنما أيضاً في هذا البلد، مقتل بن لادن كان من الممكن أن يكون اللحظة المناسبة التي يستطيع فيها رئيسكم (باراك أوباما) القول بأن المهمة أنجزت... وهذا هو الجدول الزمني الذي وضعناه لسحب القوات وأن يقول وداعاً ونتمنى التوفيق، ولكن الأمور لم تمض على هذا النحو». مضيفاً إنه: «كان يتعين على أوباما أن يستغل فرصة مقتل بن لادن للإعلان عن انسحاب عسكري فوري... لا أقصد سحب سفارتكم ومساعداتكم الاقتصادية وأشكال الدعم الأخرى، وإنما إبقاء قوات على الأرض في أفغانستان لم ينجح قط». موضحاً: «أخشى أن أميركا سيأتي عليها الوقت - سواء كان في العام المقبل أو العام الذي يليه أو في العام الذي يلي العام الذي يليه - سيتعين عليها الانسحاب، بينما هذه اللحظة كان من الممكن أن تكون مثالية كي تغادر الولاياتالمتحدة منتصرة بدلاً من أن تمضي قدماً وأن يكون هناك نوع من مواصلة هذه (الحرب) التي لا تنتهي». وقال الفيصل الذي كانت لديه خلال عمله ديبلوماسياً سابقاً صلات موسعة مع مجموعة من الفصائل السياسية الأفغانية إنه «من الواضح أن الحرب الأفغانية لم تعد تقتصر على حركة طالبان الإسلامية ومؤيديها في مناطق قبائل البشتون». وعن رؤيته في تقبل الشعب الأفغاني لوجود قوات أجنبية فوق أراضيه قال: «الشعب الأفغاني لن يقبل القوات الأجنبية... سيحاربها، ليس البشتون وحدهم الذين يقاتلون القوات الأميركية، بل إن الموضوع يكتسب الآن مظهراً قومياً عاماً». ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الجهود الأميركية للتحرك نحو محادثات سياسية مع طالبان بقيادة الملا عمر قد تنجح قال الفيصل: «إن الوقت لتحقيق ذلك ربما يكون قد مر بالفعل، أعتقد أن الملا عمر أصبح الآن شخصية ثانوية»، وتابع قائلاً «كل المعلومات التي اطلعنا عليها تفيد بأنه ربما كان في مكان ما في باكستان وليس في أفغانستان، ولأن مقاومة وجود القوات الأجنبية في البلاد أصبحت وطنية أكثر، سيكون الملا عمر واحداً من بين كثيرين... يقودون هذه المقاومة».