قال الأمير تركي الفيصل اليوم الأربعاء: إنه كان يتعين على الولاياتالمتحدة استغلال مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة لإعلان النصر والانسحاب بسرعة من أفغانستان، ولكنها الآن تواجه انتفاضة وطنية متصاعدة في تلك الدولة. وقال الأمير تركي الرئيس السابق للاستخبارات السعودية والسفير السابق لدى بريطانيا والولاياتالمتحدة: إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تنل ما يكفي من التقدير على التخلص من زعيم القاعدة الذي قتل على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان في أول مايو. وقال الفيصل الذي كان يتحدث في مؤتمر عن الإرهاب نظّمه مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن: "لم ينل مقتل ابن لادن الثناء الذي يستحقه ليس فقط في أرجاء العالم، وإنما أيضاً في هذا البلد. مقتل ابن لادن كان من الممكن أن يكون اللحظة المناسبة التي يستطيع فيها رئيسكم القول بأن المهمة أنجزت... وهذا هو الجدول الزمني الذي وضعناه لسحب القوات، وأن يقول وداعاً ونتمنى التوفيق. ولكن الأمور لم تمضِ على هذا النحو". وقال الفيصل: إنه كان يتعين على أوباما أن يستغل فرصة مقتل ابن لادن للإعلان عن انسحاب عسكري فوري. ومضى يقول: "لا أقصد سحب سفارتكم ومساعداتكم الاقتصادية وأشكال الدعم الأخرى، وإنما إبقاء قوات على الأرض في أفغانستان لم ينجح قط". وأضاف: "أخشى أن أمريكا سيأتي عليها الوقت - سواءً كان في العام القادم أو العام الذي يليه أو في العام الذي يلي العام الذي يليه - الذي سيتعين عليها فيه أن تنسحب، بينما هذه اللحظة كان من الممكن أن تكون مثالية؛ كي تغادر الولاياتالمتحدة منتصرة بدلاً من أن تمضي قدماً، وأن يكون هناك نوع من مواصلة هذه "الحرب" التي لا تنتهي". وقال الفيصل الذي كانت لديه خلال عمله صلات موسعة مع مجموعة من الفصائل السياسية الأفغانية: إنه من الواضح أن الحرب الأفغانية لم تعد تقتصر على حركة طالبان الإسلامية ومؤيديها في مناطق قبائل البشتون. وقال: "الشعب الأفغاني لن يقبل القوات الأجنبية... سيحاربها." ومضى "ليس البشتون وحدهم الذين يقاتلون القوات الأمريكية.. إنه "القتال" يكتسب الآن مظهراً قومياً عاماً". ورداً على سؤال عما إذا كانت الجهود الأمريكية للتحرك نحو محادثات سياسية مع طالبان بقيادة الملا عمر قد تنجح قال الفيصل: إن الوقت لتحقيق ذلك ربما يكون قد فات بالفعل. وقال الفيصل: "بصراحة أعتقد أن الملا عمر أصبح الآن شخصية ثانوية... كل المعلومات التي اطلعنا عليها تفيد بأنه ربما كان في مكان ما في باكستان وليس في أفغانستان. وأصبحت مقاومة وجود القوات الأجنبية في البلاد مقاومة وطنية أكثر. ومن ثم سيكون الملا عمر واحداً من بين كثيرين... يقودون المقاومة". وتعهد أوباما بالمضي قدماً في الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان وفق حدول زمني سيجري بموجبه سحب عشرة آلاف جندي أمريكي بنهاية العام وسحب 23 ألف جندي آخر بنهاية الصيف القادم. وسيتم سحب 66 ألف جندي أمريكي متبقين تدريجياً حتى يتم نقل السيطرة الأمنية لقوات الأمن الأفغانية بشكل نهائي في عام 2014. وعبر بعض أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين عن آمالهم في انسحاب أسرع في وقت وصل فيه العجز السنوي في الموازنة الأمريكية إلى 1.4 تريليون دولار ويؤدي الدين العام الأمريكي إلى مطالب بإجراء تخفيض حاد للإنفاق الحكومي