الرياض - رويترز - توقع محللون أن تشهد السوق السعودية عمليات مضاربة عنيفة على أسهم الشركات الصغيرة خلال تعاملات الأسبوع المقبل، وذلك مع قرب موسم إعلان النتائج إلى جانب استمرار حال الترقب لحركة الأسواق العالمية. ويرى المحللون أن أداء السوق السعودية (أكبر بورصة عربية) مرتبط بمدى تفاعل الأسواق الدولية مع خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة التي تسعى إلى تحفيز أكبر اقتصاد عالمي. وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودي محمد العمران: «هناك ترابط قوي جداً مع الأسواق العالمية، وستترقب السوق السعودية مدى تفاعل الأسواق العالمية مع كلمة الرئيس أوباما حول خطة تحفيز الاقتصاد الأميركي، وستتأثر بها بشكل مباشر، ولا يمكن معرفة إذا ما كانت الأسواق ستتجاوب سلباً أم إيجاباً». ومن المنتظر أن يحدد الرئيس الأميركي باراك أوباما الخطوط العامة لحزمة وظائف تزيد قيمتها على 300 بليون دولار في كلمته التي ألقاها الليلة الماضية، معلقاً آمال إعادة انتخابه على دعوة إلى تحرك عاجل من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لإنعاش الاقتصاد الأميركي المثقل بالمشكلات. وأنهى المؤشر السعودي تعاملات الأسبوع أول من أمس (الأربعاء) مرتفعاً بنسبة 1 في المئة ليغلق على 6124 نقطة، وقادت أسهم البتروكيماويات موجة صعود ساعدت في إغلاق مؤشر السوق السعودية على ارتفاع للمرة الأولى في آخر ثلاث جلسات تداول. وجرى تداول 138 مليون سهم من خلال تنفيذ أكثر من 83 ألف صفقة، وارتفعت أسهم 125 شركة، في حين هبطت أسعار أسهم عشر شركات، وكانت أسهم شركات سوليدرتي والشرقية للتنمية والمصافي والوطنية والمتكاملة وبي سي آي هي الأكثر ارتفاعاً، أما أسهم شركات إكسا وتهامة والتأمين العربية والأهلية وولاء وهرفي فكانت الأكثر انخفاضاً. وأضاف العمران: «ستكون هناك عمليات شراء انتقائية، وقد يقوم كبار المتعاملين بإعادة بناء مراكزهم قبل إعلان نتائج الربع الثالث، وأعتقد أن تستمر السيولة على الوتيرة ذاتها». وتابع: «ستكون هناك عمليات مضاربة عنيفة على أسهم الشركات الصغيرة وأسهم شركات التأمين، وهي عادة ما تسبق موسم إعلان النتائج». ويتفق المحلل المالي طارق الماضي مع العمران قائلاً: «المضاربة ستكون مسيطرة على تعاملات الأسبوع المقبل؛ إذ ستشهد شركات التأمين والشركات الصغيرة عمليات مضاربة متعاقبة». ويرى الماضي أن المؤشر سيكون مستقراً في انتظار نتائج الربع الثالث إلى جانب ترقب المستجدات في الأسواق العالمية، ويقول: «سينتظر المتعاملون تطورات الوضع في السوق الأميركية، إلا أنه ستكون هناك عمليات لتحقيق أرباح عن طريق المضاربة على الأسهم الصغيرة». وأشارت مجموعة من البيانات الاقتصادية خلال الشهر الماضي إلى تباطؤ حاد لنمو الاقتصاد العالمي، وزادت من مخاطر حدوث ركود جديد. وقال مسؤول صيني كبير يوم الثلثاء الماضي، إن النمو الصيني قد ينزل عن 9 في المئة خلال العام المقبل. وقال وزير مالية سنغافورة ثارمان شانموجاراتنام، هذا الأسبوع، إن حدوث ركود عالمي «أرجح من عدمه»؛ نظراً إلى أن الاقتصادات الأميركية والأوروبية تتحرك بوتيرة «واهنة». ويعتقد المحلل الاقتصادي عبدالعزيز الشاهري أن المؤشر السعودي سيستمر في التذبذب ما بين 6000 و6200 نقطة خلال تعاملات الأسبوع المقبل. ويضيف الشاهري: «لا تزال السوق السعودية تجاري الأسواق العالمية، وخصوصاً الأميركية، وستتأثر بشكل كبير بها، إلا أن موسم بداية النتائج يشير في العادة إلى موسم المضاربة على أسهم الشركات الصغيرة».