قال مسؤولون غربيون وإيرانيون الاربعاء إن ايران ترفض خفض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تنوي الاحتفاظ بها لانتاج الوقود النووي. وهو ما يجعل من الصعب تصور إمكانية التوصل إلى حل وسط في محادثاتها مع القوى العالمية الست هذا الاسبوع. وجاءت هذه التعليقات على ألسنة ديبلوماسيين مطلعين على سير المحادثات تحدثوا ل"رويترز" رفضوا ذكر اسمائهم، بعد الجولات الأولية من الاجتماعات في العاصمة النمساوية بين ايرانوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا. وتسعى تلك الدول للتوصل إلى اتفاق يحد من البرنامج النووي لإيران على أن يخضع لعمليات تفتيش دقيقة تجريها الأممالمتحدة ورفع العقوبات التي أضعفت الاقتصاد الايراني، وإبعاد شبح نشوب حرب أوسع في الشرق الاوسط بسبب هذا النزاع. غير أن مواقف الطرفين ما زالت متباعدة حول مدى النشاط النووي الايراني المسموح به مستقبلاً مع اقتراب نهاية الفترة التي حددتها الدول للتوصل إلى اتفاق في 20 تموز (يوليو). وقال ديبلوماسيون من القوى العالمية الست إنه ربما كانت أكبر عقبة هي "موقف ايران بخصوص أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم"، ووصف أحد المفاوضين هذه العقبة بأنها "مشكلة كبرى". ويستخدم اليورانيوم منخفض التخصيب كوقود نووي لمحطات توليد الكهرباء وهو هدف ايران المعلن لكن يمكن أيضاً استخدامه في رفع نسبة التخصيب لصناعة قنابل نووية وهو ما يخشى الغرب أن يكون هدف ايران غير المعلن. وقال المفاوض ل"رويترز" "الايرانيون لم يبدوا حتى الآن أي استعداد لخفض عدد أجهزة الطرد المركزي. وهو ما يجعل من الصعب التوصل إلى حل وسط في الوضع الحالي". وأكد مسؤول غربي آخر مطلع على المحادثات دقة هذه التعليقات. وأكد مسؤول ايراني كبير هذا التقييم إذ أبلغ "رويترز" "زعيمنا الأعلى علي خامنئي حدد خطاً أحمر للمفاوضين وهذا لا يمكن تغييره ويجب احترامه. يجب استمرار تخصيب اليورانيوم وألا يغلق أي من المواقع النووية". وأضاف "ما يعرضه الغرب على ايران بشأن أجهزة الطرد المركزي أشبه بدعابة وغير مقبول. ومع ذلك فالتفاوض يعني محاولة التغلب على الخلافات وهو ما يفعله الطرفان". وقال مسؤول أميركي كبير يوم الاثنين إنه يجب تسوية كل الخلافات من أجل التوصل إلى اتفاق طويل الأجل مع ايران. وتريد الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا ان يكون عدد أجهزة الطرد المركزي التي تحتفظ بها ايران بضعة آلاف بينما تريد طهران إبقاء عشرات الالاف من هذه الأجهزة. ولدى ايران الان نحو 19 ألف جهاز يعمل منها نحو عشرة الاف لتخصيب اليورانيوم. وكلما زاد عدد أجهزة الطرد لدى ايران زادت السرعة التي يمكنها ان تنتج بها اليورانيوم المخصب بدرجة عالية تكفي لصناعة قنبلة نووية إذا ما قررت ذلك. وتريد القوى الغربية إطالة هذه الفترة لأطول مدة ممكنة. لكن طهران ترفض اتهامات القوى الغربية وحلفائها أنها تسعى لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية وتصر على أن طموحاتها النووية تقتصر على أغراض سلمية لتوليد الكهرباء. ورفضت ايران الانصياع لمطالب مجلس الأمن التابع للامم المتحدة لتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم ما أدى إلى فرض عقوبات امريكية واوروبية ودولية عليها ألحقت الضرر بإقتصادها وقلصت صادراتها النفطية بشدة. ويقول ديبلوماسيون إن "أجهزة الطرد المركزي ليست هي النقطة الشائكة الوحيدة في المحادثات التي تجري هذا الاسبوع ويتوقع أن تستمر حتى يوم الجمعة". ومن العقبات الأخرى نوع أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها ايران وسرعة رفع العقوبات وطول المدة المتوقع أن تفرض فيها قيود على أنشطة ايران النووية.