قال دبلوماسيون إن المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست بشأن تنفيذ الاتفاق الخاص بتجميد اجزاء من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات تواجه مشاكل بسبب مسألة أبحاث أجهزة الطرد المركزي. ويسلط الخلاف بشأن اجهزة الطرد الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه إيران والقوى الست في التفاوض على البنود الدقيقة للاتفاق المؤقت الذي ابرم قبل شهرين. ويعتزم الجانبان اذا نجحا في اجتياز تلك التحديات بدء محادثات بشأن اتفاق طويل الأجل لحل النزاع المستمر منذ قرابة عشر سنوات بشأن طموحات إيران النووية. وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر اسمائهم إن القضايا المطروحة في المحادثات السياسية المقرر ان تبدأ في سويسرا خلال ايام تشمل أعمال البحوث والتطوير لطراز جديد من اجهزة الطرد المركزي النووية المتقدمة التي تقول إيران انها تعمل على تركيبها. وأجهزة الطرد المركزي هي آلات تنقي اليورانيوم لاستخدامه كوقود في محطات الطاقة الذرية وايضا في الأسلحة اذا نقي إلى درجة أعلى. وقال دبلوماسي غربي لرويترز إن مسألة اجهزة الطرد المركزي "ضمن العوامل الرئيسية في توقف المحادثات الفنية السابقة التي اجريت من 19 الى 21 من ديسمبر". واكد دبلوماسيون غربيون آخرون أن اجهزة الطرد المركزي "حجر عثرة" في المحادثات مع إيران. وقال الدبلوماسي الاول "في اطار الاتفاق فإنه يُسمح لإيران بالقيام بالبحث والتطوير لكن ذلك تقيده حقيقة ان من المحظور تركيب اجهزة طرد مركزي جديدة إلا ما يلزم لتجديد ما يستهلك". وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة حريصة على أن ترى تنفيذ الاتفاق المؤقت لكنها امتنعت عن التكهن بنتائج المحادثات الأخيرة. وفي ديسمبر قال موقع المونيتور الذي يركز على منطقة الشرق الأوسط نقلا عن مسؤول أمريكي سابق إن إيران أبلغت القوى الست انها تريد تركيب أجهزة طرد مركزي إضافية "اي ار-2ام" وهي نسخ معدلة من أجهزة الجيل الثاني. وقال الموقع أيضا إن المسؤول الأمريكي السابق اشار إلى أن هذا ربما لعب دورا في النزاع. لكن دبلوماسيين يقولون الآن إن إيران قالت للقوى الست انها تريد المضي قدما في تطوير أجهزة طرد مركزي أكثر تقدما من أجهزة "اي ار-2ام". وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تختبر بالفعل عدة طرز مختلفة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والأكثر كفاءة في محطة تخصيب اليورانيوم في نطنز. وتصريحات إيران الشهر الماضي انها تختبر أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة لم توضح ما إذا كانت هذه الطرز جديدة تماما ام انها نسخة معدلة من أجهزة جرى تركيبها. وقال دبلوماسيون غربيون انهم غير مستريحين لفكرة مضي إيران قدما في تطوير اجهزة طرد مركزي أكثر تقدما. لكن إيران تقول إن ابحاث اجهزة الطرد حيوية. وقال مسؤول إيراني كبير طالبا عدم نشر اسمه "علينا التأكد من مراعاة حقنا في البحوث والتطوير". ويهدف البحث والتطوير إلى تحسين تكنولوجيا أجهزة الطرد المركزي الموجودة في إيران كي يتسنى لها التخصيب بدرجات أفضل وأسرع وهو احتمال يثير قلق الحكومات الغربية. وتوصلت إيران وما يسمى بمجموعة خمسة زائد واحد التي تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة إلى ألمانيا لاتفاق نوفمبر الماضي في جنيف بهدف الحد من اكثر الأعمال النووية الإيرانية حساسية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم لمستوى متوسط بنسبة 20 في المئة مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية. وتخضع إيران لعقوبات من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لرفضها الالتزام بمطالب مجلس الأمن الدولي أن توقف كل الاعمال المرتبطة بالتخصيب والبلوتونيوم في مواقعها النووية. وترفض طهران المزاعم الغربية أنها تسعى لامتلاك القدرة على صنع اسلحة نووية وتقول ان طموحاتها النووية قاصرة على التوليد السلمي للكهرباء. وأجرى خبراء نوويون من إيران والقوى الست عدة جولات من المحادثات لحل مختلف القضايا الفنية قبل تنفيذ الاتفاق المؤقت. وعلى الخبراء التوصل إلى موعد تنفيذ الاتفاق. ويقول دبلوماسيون غربيون ومسؤولون إيرانيون إن القوى الست وإيران يريدون البدء في تنفيذ الاتفاق بعد عشرة أيام من الآن. ومع ذلك قال دبلوماسي غربي كبير أنه على الرغم من الخلافات حققت أحدث جولات المحادثات بين إيران والقوى الست "تقدما جيدا جدا بالفعل". وقال "ومع ذلك لا تزال هناك بعض القضايا العالقة. لكننا ما زلنا نهدف إلى البدء في تنفيذ الاتفاق المؤقت في 20 من يناير... لم نفقد الأمل في ذلك". وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على صفحته على موقع فيسبوك إن طهران "جادة للغاية" بشأن اتفاق جنيف وأضاف "المفاوضات النووية الجادة جارية بإرادة سياسية قوية". وقال دبلوماسيون إن سعي إيران لمواصلة ابحاث أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ومقاومة القوى الغربية للفكرة لا تثير الدهشة نظرا لما ينطوي عليه هذا الامر من أهمية لكل الاطراف. وقال الدبلوماسي الأول "الفجوات التي تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق تعكس بوضوح محاولات الجانبين إلى تحسين وضعه في المرحلة الأخيرة قبل توقيع اتفاق". وأضاف "تسعى إيران إلى أقصى مساحة للمناورة في تفسير الاتفاق في الوقت الذي تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى ضمان أن هذا التفسير لا يتجاوز فهمها للاتفاق... وفي الحالتين يرغب الجانبان في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".