يمر الاتحاد بظروف مشابهة لظروف بطل دوري زين للمحترفين الهلال إلى حد كبير هذا الموسم، فهو يستعد لبطولتين في وقت واحد، مشواره الآسيوي الصعب، كذلك انطلاقة دوري زين السعودي، والمنافسة الشرسة المتوقعة على ما بين منافسيه الهلال والشباب والأهلي، لذلك اضطر صناع القرار في الاتحاد على الإبقاء على عدم إحداث تغييرات كبيرة على الفريق، لسعيهم الحثيث على حفظ توازنه وانسجام عناصر الفريق بقدر المستطاع، وهذا ما جعل تجديد عقد المدرب ديمتري يأتي في مقدم أولويات الإدارة الجديدة لخوفها من جلب جهاز تدريبي يقود الفريق في هذه المرحلة الحاسمة، خصوصاً أن الفترة الزمنية ما بين الموسمين الرياضيين، وانضمام العديد من لاعبي الفريق لصفوف المنتخب الأول ستربك حسابات أي جهاز تدريبي جديد. ومن اللافت في تعاقدات نادي الاتحاد تركيز مدرب الفريق ديمتري على مراكز أطراف الملعب، فشراء عقد الظهير الأيمن راشد الرهيب، وجلب الجناح الأيمن الكويتي فهد العنزي، والإبقاء على البرتغالي باولو جورج لاعب الطرفين الأيمن والأيسر، إضافة للتعاقد مع البرازيلي ويندل جيرالدو الذي يجيد التمركز في الطرف الأيسر، فجميع هذه التعاقدات تعطي دلالة على أن هناك نوايا من ديمتري لتقوية هذه المناطق والاستفادة منها لتعزيز خطورة الثلاثي عبدالملك زيايه ونايف القاضي ومحمد الراشد خصوصاً في الكرات الرأسية، وعلى رغم المطالبات بسرعة سد ثغرة محور الارتكاز عقب رحيل العماني أحمد حديد، إلا أن ديمتري وجهازه الفني المعاون، وجد في الشاب معن الخضري ضالته، وقد يكون أحد أعمدة الفريق الرئيسية في المشاركات المقبلة، ومن المسببات الرئيسية التي أجبرت مسيري الفريق والمدرب ديمتري على الإبقاء على باولو جورج وزيايه عدم وجود البديل الكفء وصاحب «النجاح المضمون» ولذلك فضل الاتحاديون عدم المغامرة قبل خوض مباراتي دوري أبطال آسيا. متى الإحلال والتبديل في الاتحاد؟ من الصعوبة على أي جهاز فني أو إداري أن يخطو خطوة الإحلال والتبديل بين عناصر الفريق، والوقت لم يحن لمثل هذا التوجه، وعلى رغم حاجة فريق الاتحاد لتطعيم الفريق ببعض العناصر الشابة، التي أثبتت جدارتها بتمثيل الفريق، إلا أن ظروف المنافسة آسيوياً ومحلياً، وتقاربها الزمني تجبر أي مدرب على التروي كثيراً قبل أن يقدم على الاستعانة ببعض اللاعبين الصاعدين في مثل هذه المرحلة الحاسمة، خصوصاً وأن الزج بهم يحتاج إلى اختيار الوقت والزمن الملائمين لضمان تأدية أدوارهم بشكل تدريجي، ومن بعد ذلك تقويم أدائهم كل على حدة، حتى تتكون لدى المدرب قراءه واضحة عن مقدره كل لاعب، وعن حاجة كل لاعب خلال الفترة المقبلة، ويعتبر فريق الاتحاد أكثر الأندية حاجة لعملية الإحلال والتبديل، عقب أن شاخ أكثر من عنصر أساسي في الفريق، ولم يكن هناك جرأة في تجديد الدماء بلاعبين شباب كما حدث مع الأندية الأخرى، فمبروك زايد والمنتشري وتكر والصقري والسعيد وكريري وأبو شقير لم يجدوا منافسة تذكر من بعض اللاعبين الصاعدين، لظروف متنوعة يأتي أهمها حرص كل جهاز فني على تحقيق الانتصارات من دون مراعاة لمستقبل الفريق الاتحادي. الوديات من أجل اللياقية اصطدمت رغبات مدرب الاتحاد في إعداد لاعبيه بشكل مثالي لمباراتي التعاون وسيول الكوري الجنوبي بضيق الوقت، وعدم وجود لاعبيه الدوليين في المرحلة الأخيرة من الإعداد، فعقب غياب لاعبيه الدوليين المنضمين للمنتخب السعودي الشاب، غادر زملائهم الدوليين في المنتخب الأول لمعسكر أبوظبي والدمام، وغياب المحترفين زيايه وفهد العنزي وأسهم ذلك في إرباك الاستعدادات، وهو ما حوّل المباريات الودية إلى جهة تطوير الجانب اللياقي على حساب الانسجام ورسم التكتيك للمباراة الحاسمة أمام الفريق الكوري الجنوبي، فإذا كانت مباراة التعاون الدورية تعتبر خير انطلاقة للفريق، إلا أن الأهداف منها تخطت النقاط الثلاث وتمركزت حول تجهيز الفريق لمباراة سيول الآسيوية. ...عامل «الأرض» نقطة يجب استغلالها