على رغم التباين بين موقف الفريقين سواء على خريطة الكرة العالمية أم في بطولة كأس القارات، فإن التشابه بين عناوين الصحافة في اسبانيا ونيوزيلندا كاد يبلغ حد التطابق. واحتفلت الصحف في إسبانيا ونيوزيلندا بنجاح منتخباتها في إعادة كتابة التاريخ، إذ نجح "المتادور" في الوصول إلى رقم قياسي جديد في عدد المبارات المتتالية التي خاضها المنتخب من دون هزيمة والتي بلغ عددها 35 مباراة، وحصده الفوز في المباراة ال15 على التوالي، وتربعه على قمة المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط. في الوقت الذي احتفلت فيه الصحافة النيوزيلندية بالنقطة الأولى والوحيدة التي حصدها الفريق في بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خارج قارة الأوقيانوس من تعادل سلبي أمام العراق في كأس القارات على رغم خروج الفريق من الدور الأول. وكان الحسم الباكر لتأهل الأسبان لنصف النهائي بعد فوزهم في المباراة السابقة أمام المنتخب العراقي السبب وراء تركيز الصحافة على الاحتفال بالرقم القياسي الجديد الذي سجله "الماتادور" بعد فوزهم على المنتخب الجنوب أفريقي. وخرج تقرير صحيفة "ألموندو ديبورتيفو" الإسبانية صباح الأحد الماضي محتفلاً ب"رقم قياسي جديد، الذي حققه المنتخب الإسباني أمام غريم بدا مهتزاً أكثر من المتوقع". وتابعت الصحيفة في تقريرها: "أن المنتخب الإسباني بأرقامه الجديدة نجح في كتابه اسمه في التاريخ، بعد أن نجح في أن يظل بلا هزيمة منذ 22 يونيو 2008". أما صحيفة "أس" فأكدت أن الفوز كان خطوة جديدة ساقها الإسبان في طريق المجد. وأوضحت الصحيفة: "المباراة لم تكن رائعة، ولكن الإسبان أصبح لديهم القدرة على الفصل ما بين الأداء والنتيجة، فحتى إن قدموا عروضاً ضعيفة فهم يفوزون في النهاية". أما الدولة المضيفة، فتجاهلت حقيقة هزيمتها على أيدي الإسبان، وركزت تقاريرها الصحافية الصادرة على أن "الأولاد نجحوا في التأهل لنصف النهائي "بحسب ما عنونت صحيفة "التايمز" تقريرها. وعلى رغم اعتراف الصحيفة بأن "الأولاد ذاقوا هزيمتهم الأولى في كأس القارات على أيدي المنتخب الإسباني" إلا أنها أكدت أن الهزيمة "لا تعني الكثير للأولاد، مع ضمان تأهلهم". وأشاد تقرير وكالة الأنباء الجنوب أفريقية (سابا) عن المباراة بأداء فريق ال"بافانا بافانا" الذي "استعاد الكثير من كبريائه بعد الأداء القوي أمام بطل أوروبا، وأثبتوا لجماهيرهم أنهم تطوروا كثيراً ويستحقون موقعهم في نصف النهائي". ووصفت سابا التأهل على رغم الهزيمة "جعل الخسارة على أيدي الإسبان تحمل طعم الفوز". وفي نيوزيلندا، احتفلت الصحافة النيوزيلندية بنقطة التعادل السلبي التي حصدتها من المنتخب العراقي ومثلت النقطة الأولى التي يحصدها الفريق في بطولة كبرى ل «الفيفا». واستشهدت صحيفة "نيوزيلندا هيرالد" بمقولة الكاتب أليكس هيرلي "التاريخ يكتبه الفائزون" مؤكدة أن منتخب بلادها أثبت خطأ هذه المقولة. وتابعت الصحيفة: "المنتخب أثبت أن التاريخ الذي كتبه المنتخب النيوزيلاندي لم يكن بفريق فائز أو حتى خاسر". وأشارت صحيفة "دومينيون بوست" أن لاعبي الفريق "لم يأبهوا لحقيقة أن المباراة الأفضل التي قدموها في البطولة لم تنتهِ بالفوز، بل سعدوا فقط بتحقيقهم للنقطة الأولى في تاريخ مشاركات المنتخب الأول في البطولات الدولية الكبرى". وشددت الصحيفة على أن "البيض" سيطروا تماماً على مجرات اللقاء وعلى الفرص كافة المتاحة". وبعنوان "نيوزيلاندا تحتفل بتعادلها أمام العراق" كشفت صحيفة "أوتاجو دايلي ميل" عن "التعادل أمام العراق كان الأمل الوحيد أمام الفريق النيوزيلاندي مع الخروج الرسمي من البطولة بعد الهزيمة أمام جنوب أفريقيا، ونجحوا بالفعل في تقديم مباراة جيدة في نهاية مشاركاتهم أمام بطل آسيا". ووسط تجاهل كبير من الصحف العراقية لخروج فريقها باكراً من البطولة، اكتفت صحيفة "الرافدين" بالتأكيد على أن المنتخب الجنوب أفريقي نجح في أن يستكمل مشواره في مستفيداً من التعادل السلبي بين العراق ونيوزيلندا". في حين أشارت جريدة "الصباح" من بعيد إلى أن "فريقها غادر أروقة البطولة ونال كل مجتهد نصيبه".