بكين - أ ف ب - تسعى كبرى شركات هوليوود إلى التعاون مع شركات صينية لإيجاد موطئ قدم لها في الصين، أكبر سوق صاعدة للسينما في العالم، لكن القيود التجارية والرقابة تشكل عقبات كبرى لم يتم تجاوزها تماماً بعد، إذ ما زالت السينما في الصين سوقاً قليلة الانفتاح أمام الأعمال الاجنبية. وارتفعت عائدات شباك التذاكر بنسبة 64 في المئة عام 2010، في ثاني اقتصاد عالمي، لتصل الى 1,5 بليون دولار، في حين تراجعت بنسبة 5,7 في المئة في الولاياتالمتحدة، أي إلى أضعف مستوى لها خلال 13 سنة، لتبلغ 10,5 بليون دولار بسبب الأزمة الاقتصادية. لكن الصين تحمي صناعتها السينمائية عبر حصر عدد الأفلام الاجنبية التي يسمح بعرضها في البلاد في 20 فيلماً في السنة، وهو رقم ضئيل، فيما تدعو منظمة التجارة العالمية إلى انفتاح السوق الصينية. وقال ستيف ديكنسون، الخبير القانوني الذي يملك زبائن في صناعة السينما ويعمل في الصين منذ عام 1991، إن «الصين خسرت قضيتها أمام منظمة التجارة العالمية، ويفترض بها أن تسمح للشركات الأجنبية بالعمل في التوزيع في الصين». وأضاف: «لكن القانون لم يتغير، لا يزال قيد الانتظار، والمؤكد أن كل شيء لا يزال في انتظار موافقة بكين». ويمكن السينمائيين الأجانب أن يلتفوا على القيود المفروضة على استيراد الأفلام، عبر العمل مع شريك صيني لصنع أفلام تستخدم فيها استثمارات ومواهب محلية. وفي الأسابيع الماضية أعلنت اثنتان من كبريات شركات هوليوود، «ريلاتيفيتي ميديا» التي انتجت فيلم «ذي سوشال نتوورك»، و «ليجيندري انترتاينمنت» التي انتجت فيلم «انسبشن»، عن اتفاقات لإخراج أفلام موجهة إلى السوق الصينية. وأفلام هوليوود تدر عائدات أعلى بمعدل الضعفين مقارنة مع الإنتاجات المحلية الصينية. لكن الانتاجات السينمائية المشتركة، حيث يقدم الأجانب خبراتهم، أصبحت تعتبر مصدر ربح أيضاً، إذ شكّلت 32 في المئة من عائدات شبكات التذاكر للأفلام باللغة الصينية خلال النصف الأول من عام 2011، كما أعلنت شركة الاستشارات «ارتيزان غايتواي». ووقعت شركة «ليجيندري انترتاينمنت» اتفاقاً مع الشركة الصينية «هوايي براثرذ ميديا» لإنتاج فيلم يحمل اسم «السور العظيم»، واتفقا مع إدوارد زويك مخرج فيلم «الساموراي الأخير» (ذي لاست ساموراي) لإخراجه. ويبقى أن بعض الخبراء في الشؤون الصينية يعتبرون أن الرقابة الرسمية تعرقل الحرية الفنية. وقال بيتر شياوو، الذي يرأس اللقاءات السنوية لقمة الأفلام الاميركية-الصينية: «على رغم النمو بنسبة أكثر من 60 في المئة، فإن صنع الأفلام هنا ليس بالسهولة التي يظهر بها». وأضاف: «لدى الاستوديوات ميل إلى اعتبار الصين سوقاً ترغب بأن تبيع فيه أفلامها، وتفكر في الإنتاجات المشتركة بطريقة آنية، لكن ليس كاستراتيجية بعيدة المدى». وهناك مخاوف أيضاً من أن الإنتاجات المشتركة بالصينية ستكون صعبة التسويق في الخارج، على رغم أنها تبيع جيداً في الصين. ويشار إلى أن عدداً قليلاً من الأفلام التي صورت بالصينية، حقق نجاحاً في الخارج، ما خلا استثناءات نادرة مثل «كراوشينغ تايغر، هيدين دراغون» للمخرج آنغ لي. ورأى باي كيانغ، المسؤول في شركة الإنتاج «3- دي تشاينا» أن «الشركاء الجدد سيفيدون، على المدى القصير، الشركات الصينية، لكن الكثير منها ليس على مستوى شركائها في هوليوود». وأضاف أن «قدرتها على كتابة سيناريوات تعجب الجمهور خارج الصين محدودة جداً».