عادت مشكلات تعليق رحلات الحجاج والمعتمرين القافلين من مكةالمكرمة داخل ردهات مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى السطح من جديد مواكبةً لموسم العمرة النشط هذا العام، ولكن هذه المرة بشكل مختلف نوعاً عن السابق، فبعد أن كانت شركات التفويج هي من تحمل لواء إشعال فتيل المشكلة إما بتأخير مواعيد الرحلات أو تقديمها، تفاجأ المراقبون بأن بعض جنسيات المعتمرين باتت شريكاً في المشكلة بعد إصرارهم الشديد على حمل أوزان تزيد كثيراً على حمولة الطائرات ما تسبب في تعطيل مسارات نقل حقائب الحجاج مرات مكررة، ما أفضى بدوره إلى تأخر تسيير رحلات عودة قوافل المعتمرين والحجاج. واعتبر خبراء حج وعمرة في حديثهم إلى «الحياة» أن مشكلات الحجاج والمعتمرين المتكررة وتأخرهم في العودة إلى بلدانهم ومكوثهم لأيام عدة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة الذي يعتبر المنفذ الوحيد جوياً لا تقف مسبباتها عند فشل تفويج شركة أو زيادة أحمال فقط، إنما لضعف بنية المطار الأساسية واهترائها في مواجهة الأعداد والحشود البشرية المغادرة، إضافةً إلى ضعف ثقافة بعض جنسيات الحجاج التي تعتبر مسببات رئيسة في حدوث هذه المشكلة، مرشحين في الوقت ذاته تكرارها وعودتها للظهور ثانيةً إن لم يتم ضبطها ووضع محاذير مشددة ومحددة للحيلولة دون وقوعها. وشدد خبير الموارد البشرية والمهتم بدراسة مشكلات مطار الملك عبدالعزيز الدولي المهندس شكيل حبيب على أن مشكلة تأخير الحجاج والمعتمرين المتكررة ذات محاور مختلفة ومتعددة ولا يمكن حصرها، وقال:«لا يمكن الجزم أبداً بأن مشكلات مكوث الحجاج والمعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز تكمن في محور أو محورين، لكن هناك مسببات عدة اجتمعت كلها في خندق واحد، ما استدعى لظهور هذه المشكلة وتكرارها خلال الأعوام القليلة الماضية»، مشدداً على أهمية وضع رسوم مالية كبرى ضد الشركات غير الملتزمة بمواعيد رحلاتها أو حتى ضد الحجاج المخالفين ممن يجهلون تطبيق الأنظمة والقواعد خصوصاً في مسألة حمل الأوزان والحقائب الخاصة بهم. ومن المثير للجدل أنه لم تكن لتنتهي مشكلة المعتمرين المصريين ومكوثهم في مطار الملك عبدالعزيز لمدة تجاوزت أربعة أيام، وأخذها صدىً وبعداً اجتماعياً وسياسياً وإعلامياً كبيراً، حتى ظهرت أيضاً مشكلة الحجاج التونسيين في مكةالمكرمة، والتي تسببت الشركة الناقلة لهم في تأخير مغادرتهم المدينة المقدسة بسبب وجود بعض المشكلات الخاصة بإنهاء إجراءات السفر الخاصة بهم، فيما يشبه إنذاراً شديد اللهجة يوجه لكل الجهات العاملة في ميدان الحج والعمرة، خصوصاً وأنه لم يتبق على موسم الحج سوى أيام معدودة. وعاد شكيل ليلفت إلى أن تخلف بعض الحجاج المسافرين عن أوقات رحلاتهم أو تقدمهم إضافةً إلى إصرارهم على حمل أوزان تفوق بشكل كبير المعتاد من حقائب وأمتعة فاقم كثيراً من حدوث المشكلة، وأدى لتأخر إقلاع الرحلات بسبب الضغط الكبير الذي كان يواجهه مسارات نقل الحقائب، ما أدى لتعطلها مرات عدة، وأفضى بدوره إلى تأخر تسيير الرحلات. وأوضح أن شركات الحج والعمرة تحمل على عاتقها مسؤوليةً كبرى في التوعية والتثقيف خصوصاً للمعتمرين، وقال: «هناك بعض الجنسيات وهي محددة ومعروفة تماماً مازال حجاجها أو معتمروها بحاجة إلى توعية أكبر وتثقيف أوسع خصوصاً في ما يتعلق بنقل الأوزان والحقائب، وضرورة إرشادهم إلى كيفية التعامل مع المواقف والأحداث التي تحدث لهم أثناء الموسم، وعدم إشعال فتيلها إلى الدرجة التي تصعدها وتجعل منها قضية رأي عام»، مؤكداً أن مسؤولية هذا الأمر تتحملها شركات الحج والعمرة في المقام الأول، منبهاً على ضرورة التحوط لها مستقبلاً والعمل على وضع طرائق لحلها. وأكد أن التثقيف إلى جانب التنسيق بين شركات الحج والعمرة والجهات الحكومية المعنية بموسم الحج والعمرة سيكفلان حل هذه المشكلة نهائياً، وقال: «ربما يكون تثقيف الحجاج وتوعيتهم خلال موسم العمرة أقل منه خلال موسم الحج بسبب أن الشركات والجهات تكون مستعدة خلال موسم الحج ومهيأة تماماً، خصوصاً في جانب التثقيف والتوعية على عكس موسم العمرة الذي تبدو فيه التوعية والتثقيف ضعيفتين نوعاً ما»، مشيراً إلى أن اتباع مثل هذه الخطوات سيعجل بالقضاء على هذه المشكلة والحيلولة دون وقوعها.