طهران، فيينا – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – حضت إيران المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، على اتخاذ «موقف شجاع إزاء خطواتها البناءة»، وتوقعت أن يفتح مجلس محافظي الوكالة «صفحة جديدة في التعاون» معها. واعتبر المبعوث الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية، التقرير الذي أصدرته الوكالة الجمعة في شأن الملف النووي لطهران، «بمثابة وثيقة شفافة تؤكد الطابع السلمي للنشاطات النووية الإيرانية»، مشيراً الى انه «يتضمن نقاطاً أكثر إيجابية، مقارنة بالتقارير السابقة للوكالة». لكنه رأى أن ثمة «مسائل مكررة في التقرير، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ضد إيران وطلب تعليق التخصيب». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي، فتوقع أن «يفتح مجلس محافظي الوكالة صفحة جديدة في التعاون مع إيران، نظراً الى خطواتها الجديدة والإيجابية للتعاون مع الوكالة». وقال: «على مدير عام الوكالة أن يتخذ موقفاً شجاعاً إزاء الخطوات البناءة لإيران، وأن يتجنب تكرار التصريحات البعيدة عن الواقع، بضغط الأميركيين». وأعربت الوكالة في تقريرها عن «قلق متزايد في شأن احتمال وجود نشاطات نووية في إيران لم يعلن عنها، ماضياً أو حاضراً، تشارك فيها جهات متصلة بالجيش، بما في ذلك نشاطات تتعلّق بتطوير رأس نووي لصاروخ، وهذا ما لم تتسلم الوكالة معلومات جديدة في شأنه» من إيران. وأكدت الوكالة أن طهران بدأت تركيب أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، في منشأة فردو المحصنة في جبل قرب مدينة قم، مشيرة الى أن إيران بدأت التخصيب على نحو تجريبي، في موقع منفصل للبحوث والتطوير، مستخدمة طرازاً جديداً من أجهزة الطرد. وأعلنت الوكالة أن إيران أنتجت منذ شباط (فبراير) 2007، أكثر من 4 أطنان من اليورانيوم المخصب بنسبة 3 في المئة، وأكثر من 70 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، في شباط 2010. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن هاتين الكميتين كافيتان لصنع ستة رؤوس نووية. كما أعلنت الوكالة الذرية أن إيران أبلغت مفتشيها الشهر الماضي أنها أوقفت موقتاً مفاعل «بوشهر» النووي، ل «أسباب فنية». لكن سلطانية نفى حدوث أي مشكلة في المفاعل، مؤكداً ربطه قريباً بشبكة الكهرباء في البلاد. على الصعيد الداخلي، حذر قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي من أن «الولاياتالمتحدة تسعى الى إثارة اضطرابات في إيران، خلال الانتخابات الاشتراعية» المقررة في آذار (مارس) المقبل. وذكّر بأن واشنطن «خططت لمؤامرات مشابهة في دول أخرى كثيرة، في إطار محاولاتها للتدخل في شؤونها الداخلية»، داعياً «جميع الأحزاب السياسية الى إحباط مؤامرات الأعداء». في الوقت ذاته، اعتبر حسين شريعتمداري، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في صحيفة «كيهان» المحافظة، أن «سلسلة من جميع السفارات الأوروبية في إيران كرّست المحور الرئيس لنشاطاتها، للانتخابات الاشتراعية، في محاولة لإيجاد تحدٍ لأمننا». وشدد على أن هذه السفارات «أعدّت سلسلة مؤامرات لإثارة توتر وإشعال اضطرابات خلال الاقتراع»، وذلك من خلال «تعاون وثيق» مع الإصلاحيين وأفراد مرتبطين ب «تيار الانحراف» الذي يُتهم بتزعمه اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد. الى ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، بأن ياسر الخميني، حفيد الإمام الراحل، التقى وزوجته فاطمة كروبي، زوجة زعيم المعارضة مهدي كروبي المحتجز في إقامة جبرية منذ شباط الماضي. واعتبر الخميني أن «شجاعة كروبي أثبتت أنه يؤثر مصالح الشعب على الحياة المريحة»، معرباً عن أمله في إطلاقه. من جهة أخرى، أفاد موقع «آينده» بإلغاء زيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الى الصين وكوريا الشمالية. ولم يعلن سبب رسمي لذلك، لكن النائب حسين سبحانينيا عزا إلغاء الزيارة إلى أنها «لم تكن منسقة».