على رغم أن الحاخام مناحيم فرومان يقيم في مستوطنة في الضفة الغربية هي مستوطنة «تقوع»، إلا أنه حافظ دائماً على مواقفه الداعمة للحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. آخر هذه المواقف كان موقفه المؤيد للتوجه الفلسطيني الى الأممالمتحدة، مخالفاً بذلك موقف المؤسسة الرسمية الإسرائيلية الذي لا يعارض هذا التوجه فحسب، وانما يعمل بدأب على إفشاله. وزار فرومان الرئيس محمود عباس أمس في مقر الرئاسة في رام الله، وأبلغه بموقفه الداعم لحصول الفلسطينيين على دولة على الاراضي المحتلة عام 1967. وقال ناطق رئاسي إن فرومان أبلغ عباس تمنياته وتمنيات عدد كبير من رجال الدين اليهود في إسرائيل بنجاح المساعي الفلسطينية للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة من الأممالمتحدة الشهر الجاري. ونقل عن الحاخام قوله للرئيس أن «إقامة دولة فلسطينية هي في مصلحة السلام ومصلحة إسرائيل، وهذه الدولة ستعمل على تحقيق السلام العادل والدائم والاستقرار للمنطقة والعالم». وعرض الحاخام على الرئيس العمل على تفعيل لجان منع التحريض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واقترح لهذا الغرض تشكيل لجنة من رجال الدين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمنع التحريض المتبادل، كما اقترح إرسال اللجنة إلى واشنطن لنقل رسالة دينية فلسطينية - إسرائيلية داعية الى السلام وإلى إقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. ودأب الحاخام فرومان على القيام بزيارات تضامنية للرئيس الراحل ياسر عرفات في حصاره في مقر المقاطعة في رام الله. من جانبه أبلغ الرئيس عباس الحاخام فرومان أن القيادة الفلسطينية متمسكة بمسار السلام، وأن المفاوضات هي خيارها الوحيد، لكن العودة اليها تتطلب تحديد مرجعية واضحة لعملية السلام ووقف الاستيطان الذي يأكل الأرض التي ستقام عليها الدولة المستقلة. وقال إن «الخطوة الفلسطينية ليست بديلاً عن المفاوضات، وإنما هي فرصة للخروج من المأزق الذي تعاني منه العملية السلمية، بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الاستيطان في الأرض الفلسطينية ورفضها القبول بمبدأ حل الدولتين»، مضيفاً أن قراره التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية جاء بعد رفض إسرائيل التزام كل الاتفاقات والقوانين الدولية.