فرانكفورت - أف ب - طلب شاب كوسوفي متهم بقتل جنديين أميركيين على الأراضي الألمانية في محكمته التي بدأت في فرانكفورت (غرب ألمانيا) أمس، الصفح عنه مؤكداً أن الدعاية «أعمت بصيرته». وقال الكوسوفي أريد أوكا (21 سنة): «أريد أن اقدم اعتذاراتي الى كل الأشخاص (...) منذ ذلك اليوم أحاول أن أفهم ما فعلته. أنا نفسي لا أفهم ذلك». وأضاف: «اليوم أعرف أنه جنون وأنه مخالف لإيماني». وتابع اوكا: «قتلت شخصين في الثاني من آذار (مارس) وأطلقت النار على ثلاثة آخرين»، مبرراً عمله بشريط فيديو دعائي نسب الى جنود أميركيين أعمال عنف وقعت في أفغانستان. وقال والدموع في عينيه: «بعدما شاهدت شريط فيديو يتضمن اغتصاب سيدة أفغانية، أصبت بصدمة عميقة وبشبه شلل. حاولت التخلص من هذه الصورة بالصلاة وفي الصباح كنت منهكاً». وشريط الفيديو الدعائي كان لقطات من الفيلم السينمائي: «ريداكتد» الذي يتعلق بالحرب في العراق للمخرج الأميركي براين دي بالما، أضيفت إليها تعليقات عن أفغانستان. ورداً على القاضي توماس فاغيبيل الذي سأله إن كان عمله «جهاداً فردياً»، قال: «لا، أردت فقط أن أفعل شيئاً ما. لم تكن لذلك علاقة مع الدين». وأوكا يحاكم بتهمة محاربة التدخل الأميركي في أفغانستان ويمكن أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة إذا دين بجريمتي قتل وثلاث محاولات قتل أدت أيضاً الى إصابة شخصين بجروح خطيرة. وقال إنه قرأ أن هناك أشخاصاً عبروا عن ارتياحهم بعد الاعتداء. وتابع: «إنهم هؤلاء الأشخاص أنفسهم الذين أعمتني أكاذيبهم ودعايتهم. يجب ألا يفعل أحد ذلك». وكانت النيابة الفيديرالية توصلت الى أن الشاب قام بهذا العمل «بمفرده يدفعه الانتماء الى التيار الإسلامي». وتحدث أريد أوكا الذي بدا خجولاً ومتحفظاً، باللغة الألمانية بصوت بالكاد يسمع. وروى الشاب المولود في فرانكفورت كيف وقع تدريجيا في فخ الدعاية الإسلامية. وقال: «لم أكن أفعل شيئاً يذكر باستثناء. بدأت أقوم بأبحاث عن الإسلام ولم تكن عائلتي تعرف الكثير عن هذه الديانة». وأضاف: «قرأت الكثير ولم أعد اذكر ما قرأت. صدقت كل ما قرأته وكلما قرأت كلما كنت أتصور أنها الحقيقة». وتابع: «اعتقدت أنني سأصبح مسلماً أفضل». وكان أوكا تحدث قبل ذلك عن طفولته وقصة عائلته المؤلمة ونتائجه في المدرسة، رداً على أسئلة القاضي. وقال إن «السنوات الأولى كانت جيدة لكنها تدهورت تدريجاً». فعندما كان طفلاً رحلت أمه لتعيش في كوسوفو ثم عادت الى ألمانيا. وكان والده خادم أسقف. وخرج أوكا من المدرسة من دون شهادة لتغيبه ساعات كثيرة وعمل مساعد ممرض في فرانكفورت من آب (أغسطس) 2010 الى مطلع 2011. وقال: «لم يكن العمل يعجبني وكنت أريد العمل في مختبر». مطلع 2011، حصل على وظيفة في فرز البريد في مطار فرانكفورت الدولي حيث عمل حتى الثاني من آذار، اليوم الذي أطلق فيه النار على جنود أميركيين متوجهين الى أفغانستان، أمام عدد كبير من الشهود. وخصصت محكمة فرانكفورت عشرة أيام لهذه المحاكمة وستصدر حكمها مطلع 2012.