أكدت النيابة العامة الفيديرالية في كارلسروه الألمانية أمس، عدم علاقة الشاب الكوسوفي الذي قتل جنديين أميركيين في مطار فرانكفورت الدولي الأربعاء الماضي بشبكة ارهابية دولية، «لكنه تحرَّكَ بمفرده في سبيل الانتقام من التدخل الأميركي في افغانستان، ومن تصرفات الجنود الأميركيين تجاه الأفغان». وأعلن المدعي العام راينر غريسباوم في مؤتمر صحافي عقده، أن أريدا أوكا البالغ 21 من العمر، اعترف خلال استجوابه بأنه «شاهدَ عشية العملية تسجيلَ فيديو على موقع يوتيوب ظهر فيه جنود أميركيون ينهبون منزل مسلمين ويغتصبون فتاة من العائلة». ونقل عن أوكا قوله إن «الصور لم تغادر مخيلته، وانه أراد عبر جريمته منع الجنود الأميركيين من الذهاب إلى أفغانستان وارتكاب أعمال مماثلة، وهو أقرّ بتصفّحه مواقع إلكترونية لتيارات إسلامية، بينها موقع جمعية الشيخ عبد اللطيف، الزعيم الروحي لجمعية متطرفة». وإثر هذه الاعترافات، دهمت قوات أمن مقر الجمعية التي يقودها عبد اللطيف البالغ 39 من العمر في فرانكفورت، لكنها لم تعتقله أو أيَّ شخص آخر. وأعلن وزير داخلية ولاية هسّن بوريس راين، أن منفذ الاعتداء تأثر بأفكار الجمعية، وأن الدهم «ساعد في التوصل إلى نقاط مهمة تُدرس حالياً من اجل تقويمها»، علماً ان مسؤول الجمعية نفى دعمها «الجهاد». وكان شهود بينهم شرطيون قالوا إن «الشاب الكوسوفي هتف الله اكبر قبل ان يطلق النار داخل الباص الذي أقلَّ جنوداً في سلاح الجو الأميركي بعد وصولهم من بريطانيا الى مطار فرانكفورت، تمهيداً لنقلهم إلى قاعدة رامشتاين، التي تبعد نحو 140 كيلومتراً عن فرانكفورت، وذلك قبل توجههم إلى أفغانستان لاحقاً. وأعلنت النقابة الفيديرالية للشرطة الألمانية أن الطلقات القاتلة التي استهدفت الجنود الأميركيين في مطار فرانكفورت «تمثِّل بُعداً جديداً للتطرف الذي ينفِّذه إسلاميون على الأراضي الألمانية». وقال رئيس النقابة برنارد فيتهاوت إنه «في حال تطابقت الأدلة المتجمِّعة حتى الآن، فستكون أول حالة ينفَّذ فيها هجوم إرهابي لإسلاميين على الأراضي الألمانية ويؤدي إلى سقوط قتلى، من دون أن تستطيع السلطات منعه». ولفت فيتهاوت أيضا إلى أن المهاجم الكوسوفي يشكل الحالة الأولى لشن قاتل نشأ في ألمانيا هجوماً بمفرده بتأثير الدعوات إلى «الجهاد» التي تنشر على شبكة الإنترنت. ودعا الاتحاد المسؤولين الأمنيين إلى توظيف ألفي شخص إضافيين لمراقبة المواقع المتطرفة على الإنترنت، معتبراً أنه «السبيل الوحيد لاكتشاف دعاة الكراهية أو رسائل الإسلاميين في الوقت المطلوب». ودعا فولفغانغ بوسباخ، النائب عن «الحزب الديموقراطي المسيحي» الذي ترأسه المستشارة أنغلا مركل، «إلى طرد جميع من يثير الكراهية في المجتمع»، مؤكداً ان «الحرية الدينية لا تعني حرية فعل أي شيء».