اعلنت السلطات الجزائرية امس وصول قسم من عائلة العقيد معمر القذافي الى اراضيها، فيما لا يزال القذافي وعدد من افراد عائلته متوارين منذ سقوط طرابلس. واعلنت وزارة الخارجية الجزائرية ان زوجة العقيد معمر القذافي وثلاثة من ابنائه دخلوا امس الاثنين الاراضي الجزائرية. وقالت الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان "زوجة معمر القذافي صفية وابنته عائشة وابنيه هانيبال ومحمد يرافقهم ابناؤهم دخلوا الجزائر في الساعة 8,45 (7,45 ت غ) عبر الحدود الجزائرية الليبية". ولم يتضمن بيان الخارجية أي اشارة الى القذافي. واضافت الخارجية "تم ابلاغ هذا الامر الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن ورئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل". والسلطات الجزائرية التي كررت "حيادها التام" في النزاع الليبي، لم تبرر السماح لاربعة من افراد عائلة القذافي بدخول اراضيها، ولم توضح ايضا ما اذا كانوا دخلوا برا او جوا. يشار الى ان ابنة القذافي عائشة على وشك ان تضع مولودا. ونقل مالك صحيفة النهار الجزائرية انيس رحماني عن مصادر محلية ان نحو ثلاثين شخصا بينهم عشرة "ناجين" لا ينتمون الى عائلة القذافي واصيبوا بجروج خطيرة تمكنوا من عبور الجزائر عند اقصى الحدود الجنوبية (اكثر من الفي كلم جنوبالجزائر العاصمة). واضافت المصادر نفسها "انهم دخلوا الجزائر في وضع كارثي لانهم كانوا ملاحقين" من جانب الثوار الليبيين. وتابعت ان "عائشة ابنة القذافي ستضع مولودا اليوم او غدا وتحتاج الى عناية طبية". وفي نشرتها الالكترونية، اوردت صحيفة الوطن ان الجزائر اغلقت امس الاثنين حدودها مع ليبيا بعدما اعلنت استنفارا عاما. واعتبر المحلل السياسي الجزائري عبد العزيز دجراد، وهو موظف رفيع سابق في الخارجية والرئاسة، ان نهاية شهر رمضان الثلاثاء وكون افراد عائلة القذافي "غير مطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية يمكن ان يفسرا هذا القرار الجزائري". ووصف هذا القرار بأنه "انساني" وقد اتخذته الجزائر على الارجح "بعد مشاورات مع الليبيين، وايضا مع فرنسا والولايات المتحدة". من جانبه، اعلن محمد العلاجي "وزير العدل" في المجلس الوطني الانتقالي ان المجلس سيطلب من الجزائر اعادة زوجة وابناء القذافي الى ليبيا بعد دخولهم الاراضي الجزائرية امس. وفي روما، نقلت وكالة الانباء الايطالية (انسا) عن مصادر دبلوماسية ليبية "موثوقة" بأن العقيد معمر القذافي ونجليه الساعدي وسيف الاسلام يتواجدون في بلدة بني وليد جنوبطرابلس. ونقلت الوكالة عن المصادر نفسها في روما قولها ان زوجة القذافي صفية وابنته عائشة ونجليه هانيبال ومحمد في الجزائر. وقالت الوكالة إن "من شبه المؤكد" ان خميس نجل القذافي قتل في الطريق من طرابلس الى بني وليد. وتبعد بني وليد نحو 100 كلم عن العاصمة الليبية. وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية نقلت الاسبوع الفائت عن مصدر لدى الثوار الليبيين ان موكبا من السيارات المصفحة دخل الاراضي الجزائرية. لكن السلطات الجزائرية نفت هذا الامر. وصباح امس، اعلنت وزارة الخارجية الجزائرية ان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل التقى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على هامش اجتماع الجامعة العربية في القاهرة السبت. وقال المتحدث باسم الخارجية ان "وزارة الخارجية (الجزائرية) اعلنت منذ مارس الماضي ان قنوات اتصال فتحت مع بعض ممثلي المجلس" الانتقالي. ولم تعترف الجزائر حتى الآن بالمجلس الوطني الانتقالي ولم تدع العقيد معمر القذافي إلى التنحي.