أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن الجيش الإسرائيلي بدأ تدريب مسؤولي الأمن و»وحدات التأهب» في المستوطنات تحسباً لمواجهة مسيرات فلسطينية نحو المستوطنات غداة اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين دولة مستقلة المتوقع الشهر المقبل. وأضافت أنه في إطار الاستعدادات تم تحديد «ضوء أحمر» يجيز تخطيه لمسؤولي الأمن في المستوطنات إطلاق النار على أقدام المتظاهرين، تماماً كالتعليمات التي أعطيت عندما تسلل متظاهرون عبر الحدود مع سورية ولبنان، قبل ثلاثة شهور. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش انتهى من وضع الاستعدادات لعملية مواجهة تظاهرات الفلسطينيين المتوقعة الشهر المقبل وأطلق عليها اسم «بذور الصيف». وتابعت أن الفرضية المركزية لدى الأجهزة الأمنية تقضي بأن الإعلان عن الدولة الفلسطينية سيقود إلى انتفاضة شعبية تشمل أساساً إخلالاً عاماً بالنظام ومسيرات نحو محاور طرق رئيسة ومستوطنات إسرائيلية ومؤسسات تعليمية فيها و»محاولات للمساس برموز الحكم (الاحتلال)». كما تؤخذ في الحسبان «حالات متطرفة، مثل إطلاق النار من داخل التظاهرات أو حتى عمليات إرهابية». كذلك ثمة تأهب لأحداث قريبة من الأسيجة الحدودية وحدود إسرائيل المختلفة. وتابعت الصحيفة انه في إطار الاستعدادات يُكرس الجيش الإسرائيلي جهداً كبيراً في إعداد المستوطنين لأحداث مختلفة خشية وقوع مواجهات بين اليهود والفلسطينيين. وأول من أمس أجرى الجيش يومأ دراسياً لمركّزي الأمن (في المستوطنات) في منشأة التدريبات الخاصة قرب مستوطنة «شيلو». وسيبعث قائد المنطقة الوسطى اللواء آفي مزراحي برسائل إلى المستوطنين لوضعهم في صورة الاستعدادات ل»أحداث سبتمبر» (أي في حال اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين دولة مستقلة). وطبقاً لصحيفة «هآرتس» فإن المستوطنين يمارسون ضغوطاً على القيادة العسكرية في المنطقة لتلقي تعليمات واضحة في شأن السلوك المطلوب منهم في حال تعرضت حياتهم للخطر جراء إغلاق محاور الطرق الرئيسة أو تسلل فلسطينيين إلى داخل المستوطنات. وأشارت «هآرتس» إلى أن المستوطنين يريدون عملياً أن يعدّل الجيش تعليمات إطلاق النار القائمة لتكون أسهل للمستوطنين. وتابعت أن الرسالة المركزية التي نقلها الجيش إلى المستوطنين تؤكد لهم أن الجيش متأهب تماماً لأي سيناريو قد ينشأ في التظاهرات، وعليه ثمة نية حقيقية لدى الجيش لتوفير وسائل لتفريق التظاهرات لمركّزي الأمن في المستوطنات مثل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. ويولي الجيش اهتماماً خاصاً بالمستوطنات المحاذية للقرى الفلسطينية، وعليه حدّد «خطي دفاع» لكل من هذه المستوطنات على أن يتم استخدام الغاز المسيل للدموع في حال تخطي فلسطينيين الخط الدفاعي الأول بينما تم تعريف الخط الثاني بالخط الأحمر «الذي يتيح تجاوزه من قبل الفلسطينيين (للمستوطنين) إطلاق النار على أرجل المتسللين». وتوجهت «سلطة الطوارئ الوطنية» إلى رؤساء المستوطنات بتحذير من إمكان مواجهة صعوبات في تزويد المستوطنات بالوقود والغاز والأغذية والأدوية، ما يستوجب منهم التزود بكميات كبيرة منها تحسباً لأي نقص. وأبلغت سلطة الطوارئ المستوطنات بأن الوزارات الحكومية المختلفة ستكون في حال تأهب منذ 19 أيلول (سبتمبر) قد تستمر بضعة أسابيع. وجاء من المتحدث بلسان الجيش أن الجيش على تواصل دائم مع قادة المستوطنات والأجهزة الأمنية فيها وأنه يستثمر الكثير من أجل إعداد القوات لمواجهة مختلف السيناريوات، مضيفاً أن وحدات التأهب ما زالت تخضع لتدريبات عسكرية بدأت منذ فترة. على صلة، أفادت صحيفة «معاريف» أن إسرائيل لم تقرر بعد من سيرأس الوفد إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ثلاثة أسابيع بعد أن قرر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عدم السفر «كي لا يرتبط اسمه بحدث الاعتراف بدولة فلسطينية». وتوقعت أن يتم الاتفاق على أن يرأس الوفد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي يتمتع بثقل دولي، ليلقي كلمة إسرائيل في اجتماع الجمعية العامة. وأضافت أنه في حال رفض بيريز طلباً كهذا من نتانياهو فإن السفير الإسرائيلي في الهيئة الدولية هو الذي سيلقي الكلمة، علماً أن البروتوكول لا يتيح لوزير خارجية أن يلقي الخطاب في جلسة إلقاء رؤساء الدول كلماتهم ما يحول دون إلقاء وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي سيغادر إلى اجتماع الجمعية العامة، كلمة إسرائيل. من جهته بعث وكيل وزارة الخارجية رافي باراك برسائل عاجلة إلى سفراء إسرائيل في أنحاء العالم حثهم فيها على تكثيف نشاطهم استعداداً لمداولات الجمعية العامة، مشيراً إلى أن الفلسطينيين سيقدمون للجمعية طلباً للاعتراف بدولة مستقلة في الأسبوع الأول من تشرين الاول (أكتوبر) المقبل. ودعا باراك السفراء إلى مواصلة جهودهم لإقناع أكبر عدد ممكن من دول العالم بمعارضة المشروع الفلسطيني.