في الوقت الذي يؤم فيه الناس شطر مصليات العيد وقد ارتسمت الفرحة على محياهم، لم يجد حراس أمن سعوديون في شركات ومحال عدة سوى التضحية والبعد عن أسرهم في ذلك اليوم «البهيج»، إذ تسطع شمسه وهم واقفون في أماكنهم من دون حوافز أو بدائل تنسيهم البعد عن أسرهم في يوم هم أحوج للتواجد معها، بل لم يجدوا سوى الوعيد بالحسم من مرتباتهم في حال تأخرهم. ووصف بعضهم وضعهم ب«الرديء» خصوصاً أن من بينهم لم يوقعوا على عقد مع شركاتهم، إضافة إلى تواضع الأجور الشهرية التي لا تتجاوز ال2000 ريال، وعدم صرفها في موعدها المحدد، إذ إن بعض الشركات لا تصرف مرتبات شهر رمضان إلا في الأسبوع الثاني من شهر شوال. وشكا عدد من الشبان العاملين في مجال الأمن إلى «الحياة» وضعهم المعيشي، خصوصاً أنهم لا يحصلون على فرصة الاجتماع مع أسرهم في مناسبات الأعياد وغيرها، مشيرين إلى أن تلك الشركات لا تنظر إلى وضعهم أو صرف بدل لهم خلال أيام العيد السعيد. وقال حارس الأمن محمد المالكي: «إنه يعمل لدى أحد المحال التجارية براتب 1500 ريال شهرياً منذ سنوات ولم تحدث أي زيادة في هذا الأجر». وأضاف أنهم يواجهون الكثير من المشكلات مثل وسائل المواصلات، لافتاً إلى أنهم يضطرون إلى التنقل عبر حافلات «خط البلدة» يومياً، إضافة إلى طول ساعات العمل التي تصل أحيانا إلى 13 ساعة «الأمر الذي يحرمنا من مقابلة الأهل والأصدقاء من دون أي مميزات سوى الراتب الشهري الذي لا يكفي لتطلعاتنا». وألمح إلى أن شركات الحراسات الأمنية تحصل على مبالغ مخصصة لتوظيف حراس الأمن تصل إلى أربعة آلاف ريال عن كل حارس، مبيناً أنها لا تراعي تلك الأعمال التي ننجزها وتقوم باستقطاع أكثر من نصف المبلغ وتخصص القليل منه لاستقطاب حراس يؤدون لها المهمة، متسائلاً: «أين الجهات الرقابية عن وضعنا هذا؟». وطالب المالكي بإيجاد حد أدنى للأجور وبدلات للدوام خصوصاً أن حراس الأمن يضطرون للعمل ضعف وقت دوامهم أحيانًا، في حالات غياب زملاء لهم عن الموقع، بحجة أن شركة الأمن تبحث عن موظف آخر. من جهته، أكد عبدالله أبو علي أنهم محرومون من التمتع بإجازة عيد الفطر، مشيراً إلى أنهم غير محسوبين على أفراد الأسرة خلال أيام المناسبات، حيث إنهم يقضون غالبية أوقاتهم أمام البوابات من دون مراعاة لظروفهم أو حتى الالتفات إليهم بصرف مرتباتهم الشهرية أو عدم تأخيرها. وقال في حال انسحب الحارس من موقع خلال أيام العيد يفقد حقوقه بأسرع طريقة، الأمر الذي أجبرنا على الاستمرار في العمل لكن تلك الشركات لم تقدر هذه المواقف ولم تمنح ريالاً واحداً مقابل هذا العمل الإضافي، مشيراً إلى أن بعض زملائه انسحبوا في العام الماضي يوم العيد وذهبوا لساعة واحدة إلى أسرهم ووجدوا أنفسهم مفصولين من العمل، الأمر الذي تترتب عليه أضرار مادية ونفسية.