حذرت الخارجية التركية الرعايا الأتراك من السفر براً عبر الأراضي السورية، مشيرة الى أنهم قد يتعرضون للخطر، وطلبت منهم السفر في قوافل اذا كانوا مضطرين. وعلى الرغم من سوء المعاملة الذي يتعرض له المسافرون وسائقو الشاحنات التركية من قبل السلطات السورية خلال مرورهم بالاراضي السورية، الا ان مصدر الخطر الذي تشير اليه الخارجية التركية يتمثل في «حزب العمال الكردستاني»، الذي تفيد تقارير الاستخبارات التركية الى وجود مؤشرات الى عودة نشاطه بشكل فاعل ومسلح داخل الاراضي السورية. وعادت أخبار تسلل مجموعة من عناصر الحزب الى تركيا عبر الأراضي السورية، ولو بشكل متفرق، الى الإعلام التركي. وذكرت مصادر تركية مطلعة ل «الحياة»، أن أنقرة منزعجة جداً من تلويح دمشقوطهران باستخدام ملف «حزب العمال الكردستاني» من جديد ضد تركيا ومساومتها على ذلك بموقفها من الازمة السورية، ورفض أنقرة هذا الطرح. وتدخل في هذا الاطار الأنباء عن اعتقال إيران للرجل الثاني في الحزب الكردستاني بعدما تسربت انباء عن قيامه بمفاوضات سرية مع أنقرة حول شروط ترك الحزب للسلاح، ورفض طهران إبداء أي معلومات عن مصيره، وذلك في مقابل تكرار تصريحات عدد من المسؤولين الايرانيين المهددة لأنقرة بأن إيران ستستخدم كل ما لديها من أوراق لحماية النظام السوري. ويأتي تحذير الخارجية التركية بعد يوم من تصريح الرئيس عبدالله غُل بأن بلاده فقدت الثقة في النظام السوري، وهو ما فسره الإعلام التركي على أنه إغلاق باب التواصل مع دمشق نهائياً، وزوال أي أمل لديها بالخروج بحل للأزمة السورية يبقى فيه الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة. وعلمت «الحياة» أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمر بعدم إعطاء أي فرصة لطهرانودمشق للمساومة بشأن «حزب العمال الكردستاني» ومواجهة أي عمل على الارض بأقسى رد أمني وسياسي، بل وحتى عسكري، ومن ذلك استمرار عمليات قصف شمال العراق والترتيب لعملية برية محتملة هناك ضد معسكرات الحزب، والتيقظ على الحدود السورية، وإعطاء الامن الضوء الاخضر للتعامل بحزم مع المشتبه بهم. ورفضت المصادر التركية التعليق على ما اذا كان تفعيل اتفاقية أضنة الأمنية المبرمة بين تركيا وسورية العام 1998 من بين هذه التدابير، وهي اتفاقية تسمح للجيش التركي بتعقب مسلحي «حزب العمال» داخل الاراضي السورية، وتعطي تركيا الكثير من الامتيازات الامنية في حال عاد الحزب المذكور الى نشاطه العسكري عبر الاراضي السورية. وعلى الرغم من اعلان أنقرة رفضها للتدخل الخارجي في سورية أو اي تدخل عسكري في الأزمة السورية، فإن قضية «حزب العمال الكردستاني» قد تدفع تركيا الى خيارات مؤجلة وغير مرغوبة، خصوصاً وأن المسألة الكردية باتت حساسة للغاية في الشارع التركي، والكشف عن عودة تورط دمشق في دعم الحزب الكردستاني قد يقلب الموقف التركي من الازمة السورية بشكل كبير وسريع، خصوصاً وأن التصدي عسكرياً لحزب العمال أينما وجد، أمر يجمع عليه الجيش والحكومة والشارع معاً.