أكد الخبير والباحث في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين، أن دعوة رئيس الوزراء التركي إلى حزب العمال الكردستاني للتفاوض حول القضايا العالقة بينهما أمرٌ غريب، مبينًا أن الجيش التركي يريد كسب الوقت لتحضير ضربة عسكرية جديدة للأكراد. وأضاف نور الدين خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على قناة الجزيرة الفضائية أن النزاع الدائر بين الحكومة التركية والمتمردين الأكراد وصل إلى أعلى وأعنف مستوياته التي لم تشهدها منذ أكثر من عقد، خاصة بعد إرسال تركيا آلاف الجنود لمواقع التمرد، مما أدى إلى تلاشى كل الآمال في الوصول إلى تسوية. كما رأى أن تأسيس إقليم الحكم الذاتي بإشراف حزب العمال الكردستاني في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا على حدودها مع تركيا، يعتبر نقلة ذكية أقدمت عليها دمشق وطهران لتعاقب تركيا جراء دعمها للمعارضة السورية المسلحة. وأوضح نور الدين أن نشاط المقاتلين الأكراد في الأراضي التركية قد اتسع بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة، خاصة بعد هجماتهم التي تسفر عن مقتل الجنود والشرطة الأتراك بأعداد متزايدة. وأشار إلى أن النشاط الكردي ضد تركيا يتقاطع مع توجهات أربيل نحو التعاون السياسي والاقتصادي مع الغرب، وهو يعيق أكثر مما يساعد الجهود المبذولة من أجل الاعتراف بشكل ما بالدولة الكردية. وشدد على أن المسألة الكردية قد تتخذ في ملابسات معينة ذريعة لتدخل مسلح من أنقرة في النزاع السوري، على اعتبار أن بشار الأسد يساعد الإرهابيين الأكراد.