نيويورك - أ ف ب - ضرب الإعصار «ايرين» نيويورك رغم ضعف قوته، إذ اجتاحت رياحه العاتية ناطحات السحاب في مانهاتن وهددت مياهه بإغراق الحي المالي، بعدما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ووصل الإعصار الأول الذي يضرب نيويورك منذ نحو جيل، الى المدينة ليل السبت - الأحد، مصحوباً ببرق وهطول أمطار غزيرة ودوامات من الرياح الشديدة. ومع اقتراب الإعصار من ساحل نيوجيرسي، ضعفت قوة رياحه في شكل ملحوظ منخفضة الى 75 ميلاً (120 كيلومتراً) في الساعة عند الحد الأدنى لتصنيف الأعاصير، من دون ان يهدئ ذلك المخاوف من الأضرار المحتملة لعاصفة عاتية اقتلعت أشجاراً وأغرقت مساحات شاسعة في الظلام. وضرب الإعصار اليابسة ثانية عند مدينة اتلانتيك سيتي في نيوجرسي قبيل فجر أمس. وتحولت مدينة نيويورك أشبه بمدينة أشباح، إذ صدرت أوامر لنحو 370 ألف شخص بإخلاء أماكن تواجدهم في مناطق منخفضة معرضة للفيضانات، بما فيها المنطقة القريبة من بورصة «وول ستريت» وجزيرة كوني، فيما أغلقت شبكة المواصلات العامة. وتوقفت قطارات الأنفاق والباصات، وعبّارات ستاتين ايلاند الشهيرة السبت، ناهيك عن كل المطارات القريبة، ما شلّ التنقل بالكامل في المدينة المترامية. وقال عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ في مؤتمر صحافي ان التعليمات المتصلة بالإخلاء انتهت، وزاد: «الآن إن لم تتركوا أماكنكم بعد عليكم البقاء حيث انتم، إذ لا جدوى من مقاومة الطبيعة» بالخروج وسط الإعصار. اعصار ايرين وصل الى اليابسة صباح السبت في منطقة كيب لوكاوت في ولاية كارولاينا الشمالية، قرب سلسلة جزر تطوّق ساحل الولاية، وسرعان ما اثبت جدية التحذيرات بخطورته. وقتل 12 شخصاً على الأقل السبت، في حوادث سيارات بالسكتة القلبية وسقوط أشجار، في ولايات كارولاينا الشمالية وفيرجينيا وفلوريدا. وكان أصغر الضحايا طفلاً في الحادية عشرة، قتل بعد ارتطام شجرة اقتلعها الإعصار بالمبنى الذي يقيم فيه في نيوبورت نيوز بولاية فيرجينيا. ثم تراجع الإعصار باتجاه المحيط قبالة فيرجينيا وميريلاند. ومع مروره بمحاذاة الساحل شمالاً، أدت الرياح الى قطع خطوط الكهرباء عن اكثر من مليون شخص، ما أدى الى إلغاء اكثر من ثمانية آلاف رحلة جوية وأرغم زهاء مليوني شخص على إخلاء منازلهم، نصفهم في نيوجرسي. وحذر مسؤولون في نيويورك من ان الفيضانات الناجمة عن الإعصار ستشكل الخطر الأكبر، اذ يرتفع منسوب المياه مع هطول الأمطار المصاحبة للإعصار، ومدّ مياه البحر على اليابسة نتيجة الرياح الآتية من المحيط الأطلسي. ومن المناطق المهددة بالغرق الحي المالي في مانهاتن وشواطئ بروكلين وكوينز، فضلاً عن جزيرة لونغ ايلاند القريبة. واعتبر مسؤولون ان ناطحات السحاب في مانهاتن غير مهددة بأضرار كبيرة، لكنهم حذروا من انقطاع المياه والكهرباء وتوقف المصاعد. وفي نيويورك وحدها، أفاق اكثر من 50 ألف شخص على انقطاع التيار الكهربائي. وقدر موقع «فلايت أوير» المتابع لحركة الرحلات الجوية ان 8337 رحلة ألغيت خلال عطلة الأسبوع، معظمها من الرحلات الداخلية. الى ذلك، تفقد الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي اختصر إجازته، مركز العمليات للوكالة الفيديرالية للتعامل مع الكوارث، قرب واشنطن، حيث قال ان الساحل الشرقي سيشهد «72 ساعة عصيبة». ورأس اجتماعاً في المركز الوطني للتعامل مع الأزمة الذي أنشئ لتنسيق الجهود على الصعيدين الفيديرالي والمحلي، لمساعدة المناطق المتضررة بالأعاصير. وقال اوباما خلال اجتماع عبر كاميرات الفيديو، ضم مسؤولين فيديراليين بارزين ووكالات محلية: «سيتطلب تجاوز الأمر الكثير من الجهد».