قدم رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس شفيق صرصار أمس، مقترح الرزنامة الانتخابية التي ستجرى بموجبها الانتخابات الاشتراعية المقبلة، الأمر الذي يعتبره مراقبون خطوة متقدمة على المسار الانتقالي الذي تعيشه تونس منذ الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل 3 سنوات. واقترحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إجراء الانتخابات الاشتراعية (جولة واحدة) في 26 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، والانتخابات الرئاسية في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فيما تُعقد الجولة الثانية للانتخابات الاشتراعية في 26 كانون الأول (ديسمبر). وجاءت هذه المقترحات التي سيصادق عليها المجلس التأسيسي بعد 3 أيام من توصل الفرقاء السياسيين، في جلسة الحوار الوطني يوم الجمعة الماضي، إلى اتفاق يقضي بإجراء الانتخابات الاشتراعية قبل الرئاسية، على رغم رفض عدد من الأحزاب التي تتمسك بإجراء الاستحقاق الرئاسي أولاً. وقال رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إثر لقائه صرصار: «إن المجلس سيصدر قانوناً يتضمن رزنامة المواعيد الانتخابية في ضوء مقترحات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات». ويذكر أن هيئة الانتخابات ستشرع الأسبوع المقبل (بدءاً من 23 حزيران/ يونيو) في حملة لتسجيل الناخبين على القوائم الانتخابية، ما يعني أن الانتهاء من تحديد الرونامة الانتخابية سيكون قبل انطلاق عمليات تسجيل الناخبين، علماً أن الدستور التونسي الجديد ينص على ضرورة إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي. في سياق متصل، دعا مجلس شورى حركة «النهضة» الإسلامية إلى «إطلاق مشاورات مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية بهدف البحث عن شخصية وطنية توافقية يتم ترشيحها للانتخابات الرئاسية المقبلة» وفق ما صرح به إلى «الحياة» رئيس مجلس شورى «النهضة» فتحي العيادي. ولا تعتزم «النهضة» (الكتلة الأكبر في البرلمان) تقديم أي مرشح للانتخابات الرئاسية، في مقابل خوضها الانتخابات البرلمانية بقوة للفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد المجلس التشريعي. ونفى العيادي أن تكون الحركة غير معنية بالاستحقاق الرئاسي في مقابل تمسكها بالاستحقاق التشريعي، مشدداً على أن «النهضة» تسعى إلى أن يكون الرئيس التونسي المقبل محل توافق بين الأطراف السياسية، وأن تقود الفترة المقبل شخصية وطنية تحظى بتوافق الجميع. في المقابل، تعيش القوى العلمانية تجاذبات داخلية في ما بينها، بخاصة بعد إعلان حركة «نداء تونس» (أهم الأحزاب المعارضة) في شكل منفرد ترشح زعيمها رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي (88 سنة) لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي اعتبرته قوى علمانية «طعنةً» في ظهر الحلفاء.