واصلت المقاتلات العراقية طوال يوم أمس قصف مواقع قرب قضاء تلعفر الذي اقتحمه مسلحون من تنظيم «داعش»، مساء اول من امس، وخاضوا اشتباكات دامية داخل أحيائه، ما اضطر الآلاف من سكانه، ومعظمهم من التركمان الشيعة، الى النزوح من مناطقهم. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» ان «المسلحين سيطروا على المدينة كلها، بعد معركة شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين»، إلا ان مصادر امنية عراقية مسؤولة قالت إن «المسلحين تمكنوا من السيطرة على بعض المناطق»، وان «قصفاً عنيفاً تتعرض له المدينة»، وأكد مسؤولون محليون «حدوث نزوح جماعي في اتجاه بلدة سنجار التي تسيطر عليها البيشمركة»، فيما تضاربت الانباء عن قائد العمليات في نينوى المعروف بأبي الوليد الذي يقود القتال في تلعفر،إذ اكدت مصادر المسلحين اسره اثناء الاشتباكات، لكن قناة «العراقية» شبه الرسمية نفت الخبر ونقلت تصريحات عنه انه «مستمر في مقاتلة عناصر داعش». وقالت مصادر امنية عراقية ل «الحياة» ان «تنظيم داعش كان يسعى إلى السيطرة على مدينة سامراء وحزام بغداد، ولكن بسبب حجم القوات العسكرية المدينة فشل في محاولاته، ما دفعه للتوجه شمالاً». وكشفت ان «سقوط قضاء تلعفر تم بسبب صعوبة ارسال تعزيزات عسكرية طلبها قائد العمليات اللواء ابو الوليد لان طريق الامدادات يمر عبر الموصل الواقعة تحت سيطرة داعش، او من خلال قضاء سنجار وهو ما يحتاج تنسيقاً مع البيشمركة ولكن الطريق المؤدي اليها من بغداد غير مؤمن وقد يتعرض لهجمات المسلحين». ولفت المصدر الى ان «مناطق العلم والدور وتكريت والبو عجيل والصينية وعوينات وسليمان بيك والعوجة تحت سيطرة داعش»، واشار الى ان القوات الامنية قصفت معاقل مسلحين في قضاء بلد، جنوب تكريت، فيما تعد العدة لتنفيذ عملية واسعة لاستعادة تكريت المدينة. في ديالى، قال مسؤول محلي في بعقوبة، طلب عدم الاشارة الى اسمه، ان المناطق الشمالية في المحافظة تشهد اشتباكات مستمرة بين قوات الامن والمسلحين، واشار الى ان ناحية العظيم تم اختراقها، فيما تقوم قوات امنية منذ فجر اليوم (امس) بمواجهة المسلحين فيها. واشار الى ان ناحية «السعدية وقعت تحت سيطرة المسلحين باستثناء بعض الاجزاء الشمالية الغربية التي يوجد فيها عناصر البيشمركة وتجري اشتباكات بين الطرفين». في بغداد، أفاد مصدر في وزارة الداخلية امس أن إن قذيفتي هاون سقطتا فجر امس في محيط المطار، غرب العاصمة، من دون معرفة حجم الخسائر البشرية او المادية. وعثرت قوة من الشرطة المحلية على أربع جثث لرجال مجهولي الهوية مرمية في ساحة متروكة في منطقة البلديات شرق بغداد، وقال مصدر أمني «ان الجثث عليها آثار طلقات نارية في الرأس والصدر».