قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إنه يرى «لهيب الفتن يتطاير من خلال البيوت والأحياء والشوارع، لأن لهجات الخطاب السياسي اليوم تتصاعد وكأنها لهيب الفتن الذي نراه»، معبراً عن خوفه «على لبنان بفعل المؤامرات الخارجية التي تعمل لإغراق منطقتنا في الصراعات والخلافات لتبرير تدخلاتها»، وأوصى اللبنانيين جميعاً «بالحرص على منع الفتنة بين صفوفهم والابتعاد عن كل أسباب الاقتتال لأن النار تشتعل من صغار الشرر، وربما من كلمة واحدة». وأكد قباني في خطبة الجمعة أن الجيش اللبناني «هو الذي يردع الفتنة، ولا لبنان من دون جيش». وخاطب اللبنانيين قائلاً: «أنتم معرضون للفتن في هذه الأيام في بيوتكم ومع جيرانكم وفي أحيائكم وفي وطنكم وفي العالم أجمع»، مشيراً إلى أن «الأمان الذي ننشده في وطننا لبنان والطمأنينة والاستقرار لا بد أن نعمل من أجلها في بيوتنا ومع جيراننا وفي أحيائنا ببث روح الأمن الآمان والطمأنينة، حتى لو حاول أحد أن يخترق الصفوف بالفتنة فلا ننجر إلى مبادلة السيئة بمثلها». وشدد على أن «الدولة والجيش وقوى الأمن الداخلي هي التي تتولى ضبط وصيانة أمن وأمان واستقرار هذا البلد لبنان، والجيش اللبناني هو الأساس في هذه المهمة بقيادته وعديده عماد الوطن لبنان، الأمر الذي يجعلنا نصون الجيش وقيادته عن جعله مادة من المواد الخلافية الجارية في وطننا ونحافظ على وحدته قيادة وعديداً وأفراداً». واستعاد «يوم انقسم الجيش عام 1975 بسبب كثرة الفتن في لبنان وذهب كل واحد منه إلى بيته إلا القليل، وبقيت حروب الفتنة 16 عاماً دمر فيها كل شيء في هذا البلد، فماذا جنينا من الفتنة؟ ثم عاد الأمن والأمان والاستقرار بعد تلك السنوات العجاف إلى لبنان وكان اتفاق الطائف الذي عزز وحدة اللبنانيين ومؤسساتهم الدستورية والوطنية من جديد».