أكد السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري حرص المملكة العربية السعودية «على تعاون اللبنانيين لوأد الفتنة»، فيما نقل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي «تأكيد بلاده لوحدة كل لبنان، وترسيخ هذه الوحدة من أهم المبادرات لاجتياز هذه المرحلة». والموقفان السعودي والإيراني سجلا أمس، من دار الفتوى وغداة الزيارة المثيرة للجدل الداخلي اللبناني للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد. والتقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أولاً السفير عسيري وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ونقل عسيري كما أفاد البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لدار الفتوى «حرص المملكة على تعاون اللبنانيين جميعاً لوأد الفتن وبث روح الأمان والطمأنينة في نفوس اللبنانيين وتعزيز وحدتهم بالحوار والتلاقي لتجنيب وطنهم الانقسامات والصراعات التي لا تعود عليهم إلا بالخسران والضرر». وأكد قباني أن «دار الفتوى تقوم بدور فعال ومؤثر في إشاعة أجواء الأمان وتجنيب لبنان أسباب الفتنة ومسبباتها بالتعاون مع كل اللبنانيين، وتدعو مختلف القيادات السياسية والدينية الى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الحرجة بالحوار والخطاب السياسي المعتدل الذي يطمئن اللبنانيين الى أن لا صراع ولا حروب ولا فتن داخلية بينهم وإبقاء الاجتهاد السياسي في حدوده السياسية وعدم تجاوزه ليمس المشاعر التي تنزلق بهم الفتن». ثم التقى المفتي قباني السفير ركن أبادي الذي أوضح أن النقاش تركز على «التطورات الإقليمية واللبنانية وخصوصاً بعد زيارة الرئيس أحمدي نجاد لبنان، وبحثنا في نتائج الزيارة على الساحة اللبنانية في شكل خاص، واتفقنا على أهميتها وآثارها الإيجابية على الساحة الداخلية اللبنانية، والكل شعر بأن هذا التناسق والتضامن ضروريان في هذه المرحلة، واتفقنا على بعض الأمور لترسيخ الوحدة اللبنانية في شكل خاص نظراً إلى ما طرح من جانب الرئيس أحمدي نجاد في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين». وجدد القول إن «الموقف العام الذي طرح قبل الزيارة وخلالها هو تأكيد إيران لوحدة كل لبنان، وترسيخ هذه الوحدة هو من أهم المبادرات لاجتياز هذه المرحلة». وعما إذا أعطت الزيارة مزيداً من القوة ل «حزب الله» لمواجهة الاستحقاقات المقبلة وخصوصاً على صعيد المحكمة الدولية، اكتفى بالقول: «الزيارة حققت مزيداً من القوة للبنان بكل أطيافه وطوائفه ومذاهبه وأديانه، ونؤكد مرة أخرى أن إيران بجانب لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته». وعن تخوف المواطن من الانقسام السياسي في لبنان قال: «إن شاء الله، الشعب اللبناني سيشهد النتائج الإيجابية لهذه الزيارة لإزالة أي نوع من الانقسام الذي لا نعتقد أنه موجود من الأساس في المجتمع اللبناني». وعن إمكان أي مواجهة في الشارع، قال: «لا مواجهة في الشارع حالياً وهو الأمر الأساسي الذي تؤكده إيران دائماً. كل لبنان ينبغي أن يكون متماسكاً ومتضامناً». وعن الضمانات لذلك، اكتفى بالقول: «الوعي والانتباه هما الضمانة».