قبل يومين من سقوط الموصل بيد متمردين من الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" استطاع الجيش العراقي القبض على رجل داعش الأكثر تطرفا "ابو هاجر" رئيس المجلس العسكري بالتنظيم. "أنتم لا تعرفون ماذا تفعلون" قال "أبو هاجر" مضيفا " الموصل ستتحول إلى جحيم هذا الأسبوع" كما نقل عنه مسؤول في المخابرات. بعد ساعات عدة من القبض على "أبو هاجر" استطاعت القوات العراقية أن تعثر في منزله على 160 ذاكرة ومضية ( فلاش ميموري) التي تحتوي أكثر المعلومات التفصيلية التي عرفت عن "داعش" حتى اليوم، من أهمها أسماء المقاتلين وألأسماء الحركية لهم وللمقاتلين الأجانب وقادة الصف الأول ومصادر داخل الوزارات وموارد وحسابات هذا التنظيم. " تفاجأنا جميعا وتفاجأ المسؤولون الأميركيون" قال ضابط مخابرات كبير للغارديان مضيفا" لا أحد منا يعرف هذه المعلومات" كان المسؤولون بمن فيهم ضباط وكالة المخابرات المركزية لا يزالون يفككون ويحللون تشفيرالفلاشات ( الفلاش ميموري) عندما تحقق ما قاله "أبو هاجر" فاحتل داعش جزءً كبير من شمال ووسط العراق وفرض سيطرته على الموصل وتكريت وكركوك حيث ترك الجيش العراقي بزاته العسكرية وهرب. "بحلول نهاية الأسبوع، كان لا بد من إعادة النظر في مجموع حسابات تنظيم "داعش" " قال أحد المسؤولين باستخفاف "قبل الموصل كان إجمالي أصول أموالهم 875 مليون دولار ليزيد 1.5 مليار دولار إذا ما ضفنا الأموال التي سرقوها من البنوك وقيمة اللوازم العسكرية التي نهبوها. تم اختيار قادة تنظيم داعش بدقة، العديد من أولئك هم من قدامى المحاربين المتمرسين على القتال ضد القوات الاميركية منذ ما يقارب عقد من الزمن، لا يعرفون أسماء زملائهم، استراتيجيتهم تقوم على الفصل بكل شيء حتى بالتفاصيل. خلال الأعوام الماضية كان مسؤوولو مخابرات أجنبية يعرفون أن تأمين التدفقات النقدية الضخمة لداعش تأتي من حقول النفط شرق سورية التي كان التنظيم سيطر عليها أواخر عام 2012، بالإضافة إلى الإستفادة من الحقول التي عاد التنظيم وباعها إلى إلى النظام السوري، هذا فضلا عن المكاسب التي جاناها هذا التنظيم من تهريب جميع أنواع المواد الخام من سورية والآثار التي لا تقدر بثمن، لقد أخذوا 36 مليون دولار من منطقة النبك وحدها. قال مسؤول في الاستخبارات "قبل اليوم كان المسؤولون الغربيون يطلبون منا معلومات عن مصدر تمويل "داعش"، والآن هم يعرفون ونحن نعرف، لقد فعل التنظيم ذلك وحده، لم تكن هناك أي دولة، داعش لا يحتاج إلى دولة، كان من بين الذين اقتحموا الموصل جهاديون أجانب، ومنهم أوروبيون، معظم أسمائهم كانت معروفة بالفعل لأجهزة المخابرات التي حاولت تتبع تحركاتهم بعد أن وصلوا إلى تركيا، ولكن استخدام الأسماء الحركية منعت الأمر، أما اليوم بات المسؤولون يعرفون تفاصيل عن الاقرباء وأرقام الهواتف والبريد الإلكتروني. اليوم وأكثر من أي وقت مضى بات معروفا كيف وصل "داعش"، وما حصل في العراق كان درسا آخرا عن قدرات وطموحات هذا التنظيم، اليوم علينا محاولة مجاراتهم" يقول مسؤول الاستخبارات.