قال نشطاء ومعارضون أمس إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المنشقة عن تنظيم القاعدة سحبت قواتها من محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سورية بعد أيام من القتال الشرس مع منافسيها. وتخوض جماعات للمعارضة من بينها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة المعارك ضد داعش من أجل السيطرة على بلدات وحقول نفط في المنطقة مما أثار موجة من هجمات السيارات الملغومة في المحافظة. وقال مصدر في جبهة النصرة طلب عدم نشر اسمه "انسحب مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام بالكامل تقريبا من دير الزور، ينتقل المقاتلون إلى (محافظتي) الحسكة والرقة". وقال نشطاء موالون لداعش على موقع تويتر إن الجماعة انسحبت من دير الزور حقنا للدماء. وأطلقت عدة جماعات للمعارضة حملة الشهر الماضي لطرد قوات داعش من مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال وشرق سورية. ووحدت جماعات المعارضة الاسلامية ووحدات المعارضة المدنية جهودها لمحاربة داعش التي تقاتلها من أجل السيطرة على أراض أو لخلافات فكرية. وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام صغيرة لكنها تعد قوة قتالية قوية في مناطق تسيطر عليها المعارضة وجذبت الكثير من الاسلاميين المتشددين الأجانب إلى صفوفها. ونفر منها الكثير من المدنيين ونشطاء المعارضة لفرضها أحكاما قاسية كقطع الرأس على المعارضين لها في المناطق التي تسيطر عليها. وقتل أكثر من 2300 معارض في اشتباكات استمرت لأكثر من شهر في أدمى فصول الصراع السوري. وبدأت الأزمة السورية كانتفاضة شعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد ولكن تحولت إلى صراع مسلح بعد أن قمع قواته الأمنية المتظاهرين. وتحولت الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية قتل فيها أكثر من مئة ألف شخص وتشرد الملايين كما تسببت في زعزعة الاستقرار في دول مجاورة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محافظة دير الزور أصبحت الآن تحت سيطرة مقاتلي جبهة النصرة بالاضافة إلى عشر جماعات أخرى للمعارضة. وأضاف "وقعت اشتباكات عنيفة. طلبت الدولة الإسلامية في العراق والشام الوساطة لكن جبهة النصرة رفضت لذا انسحبت." وقال بعض النشطاء إن مقاتلين من المعارضة اعتقلوا أيضا أحد قادة داعش في دير الزور ويعرف باسم أبو ذر العراقي امس. وفشلت جهود للوساطة بين داعش وجماعات معارضة أخرى حتى مع قوى إسلامية تتبنى نفس الآراء الدينية. وبخلاف جماعات إسلامية أخرى كجبهة النصرة التي تتبع نفس التفسير المتشدد للشريعة الاسلامية تحاول داعش إقامة خلافة إسلامية في أراض سيطرت عليها في العراق وسورية. وتسعى جماعات المعارضة السورية الأخرى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ثم اختيار نظام حكم لسورية.