ينظم ناشطون مصريون اليوم تظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، للضغط باتجاه قطع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة العبرية وطرد سفيرها، رداً على مقتل عسكريين مصريين برصاص إسرائيلي على الحدود، فيما طالبت قوى سياسية باتخاذ «خطوات أكثر شدة» في التعامل مع تل أبيب. وفي وقت نفى عضو المجلس العسكري اللواء مختار الملا وجود دوريات مشتركة مع إسرائيل على الحدود، وصل النزاع على استمرار اتفاق السلام مع إسرائيل إلى ساحات القضاء، إذ أقام محام أمس دعوى قضائية طالب فيها بإلغاء معاهدة «كامب ديفيد» بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الحدود. وأكد المحامي نبيه الوحش في دعواه أن «الجانب المصري التزم ببنود المعاهدة طوال الثلاثين عاماً المنصرمة، فيما لم يلتزم الجانب الإسرائيلي وأخل ببنودها، إذ تعهدت إسرائيل بإعطاء مصر بليون جنيه مقابل المعادن التي استولت عليها عقب حرب العام 1967 ولم يحدث ذلك، كما التزمت منح مصر نسخة من التحقيقات التي جرت مع المتورطين في قتل الأسرى المصريين العزل ولم يتم ذلك، إضافة إلى حوادث القتل المتكررة التي يتعرض لها الجنود، في حين أنه لم يقتل عسكري واحد من الجانب الإسرائيلي». واجتمع مسؤولون في الحكومة أمس مع قيادات حزبية وتيارات سياسية عدة في حضور اللواء الملا، «لمناقشة الأحداث الأخيرة في سيناء». وكشف نائب رئيس الوزراء الدكتور علي السلمي الذي ترأس الاجتماع أن «مشروع قانون سيصدر قريباً لبدء مشروع عملاق لتحويل قناة السويس إلى مركز لوجيستي عالمي لزيادة القيمة المضافة لهيئة قناة السويس بمبالغ طائلة وحتى تكون سيناء مركز جذب للمواطنين». وقال السلمي خلال الاجتماع الذي عقد في مقر مجلس الشعب (البرلمان) إن «التوجه الحقيقي الآن هو أن أمن مصر بالتنمية الحقيقية لسيناء، وليس بالشعارات». وأجمع الحاضرون على «ضرورة الوقوف في شدة ضد الممارسات الإسرائيلية في سيناء وعلى الحدود». واعتبر رئيس «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين»، الدكتور محمد مرسي أن الاجتماع «يعبر عن إرادة شعبية كاسحة ضد العدوان الإسرائيلي على الجنود المصريين». وقال في كلمته إن «مصر تغيرت وهي ليست مصر الأمس، ولن تقبل بأي اعتداء على حدودها أو تهديد أمنها». وأضاف أن «دق طبول الحرب ليس القصد، لكن الأمر يتعلق بالدفاع عن كرامتنا وأمننا القومي». وطالب رئيس حزب «الوفد» الدكتور السيد البدوي ب «نشر القوات المسلحة على الحدود الشرقية لاستعادة كامل السيطرة على سيناء». وقال: «لا نريد فقط اعتذاراً من إسرائيل، لكن نريد أن نكون أكثر شدة معها»، مشدداً على «ضرورة التمسك بكامل حقوقنا في اتفاق كامب ديفيد، وفي حال لم تلتزم إسرائيل تعهداتها الدولية، فإن الاتفاق سيمر باختبار صعب». واعتبر رئيس حزب «التجمع» رفعت السعيد أن «ما حدث موجه ضد النظام الجديد وعملية جس نبض لرد فعله وعلى الجميع أن يدرك أن مصر القوية التي تبني نظاماً جديداً تستطيع أن تصد أي عدوان عليها»، فيما طالب رئيس «حزب الجبهة الديموقراطية» أسامة الغزالي حرب ب «التحقيق الفوري في ما حدث على الحدود، ويجب أن نكون أكثر صرامة تجاه كرامتنا». ويعتزم ناشطون تنظيم تظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة اليوم تحت مسمى «جمعة طرد السفير الإسرائيلي»، فيما يواصل مئات اعتصامهم أمام السفارة الإسرائيلية للمطالبة بغلقها وبطرد السفير وقطع العلاقات. واستمر التواجد الأمني المكثف من قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي في محيط السفارة لتأمينها. وقال الناطق باسم «حركة شباب 6 إبريل» محمد عادل: «مستمرون في الاعتصام أمام السفارة، وندعو المصريين إلى النزول في تظاهرات حاشدة للضغط باتجاه قطع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة العبرية وطرد السفير».