يجهد الناقد الشاب سامي جريدي في الإجابة عن سؤال: كيف استطاع الروائي السعودي قراءة الجسد الأنثوي بصرياً؟ وبخصوصية تثبت ثقافة المجتمع السعودي في رؤيته للجسد الأنثوي على مستوى الواقع قبل أن يصبح جسداً لغوياً في نص سردي، وذلك عبر دراسة بعنوان «خطاب الجسد الأنثوي في الرواية السعودية». جاء ذلك في العدد الجديد من مجلة «دارين» التي يصدرها نادي المنطقة الشرقية، والذي حفل بمواد متنوعة نقداً وإبداعاً وتشكيلاً ومقالات، كما حمل لوحات عدة للفنان عبدالله المرزوق. وفي الافتتاحية كتب رئيس النادي محمد بودي عن «ملتقى دارين: أفق ثقافي جديد» الذي من المقرر أن ينعقد في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، كما كتب مدير التحرير محمد الدميني عن «الندية الأدبية... الديموقراطية الظالمة». وكتب الدكتور عبدالسلام المساوي «قراءة النص الشعري في ضوء المناهج الحديثة»؛ عطفاً على المتغيرات الاجتماعية والفكرية والجمالية التي عرفتها المجتمعات العربية تمهيداً لدخول عصر الحداثة، وتتوقف هويدا صالح عند «القصة القصيرة ورهانات التجريب» كما تتجلى لدى بعض كتابها في مصر، ويتناول سعود السويداء «قصائد منفية حتى من النثر». وفي باب العمارة يقرأ الدكتور مشاري النعيم «مظاهر استشراقية للعمارة العربية... قراءة نقدية لمعارض الإكسبو». كما تضمنت أبواب السرد والشعر نصوصاً متنوعة، منها: «عن جزيرة تشبه الهديل» لعبدالمحسن يوسف، «لو قبلة كمين» لمسفر الغامدي، «سرب الأوزات» لعبدالله الهمل، «السلطانة» لزكي الصدير، «الحياة متعبة سأتركها اليوم في البيت وأخرج وحدي» لنور البواردي، «من أجل أقدم الأشياء» لماجد العتيبي، «لنقش قناديل وقتك» لفاروق بنجر، «هواجس بائتة» لجاسم الصحيح، «وردة وضفاف» لمحمد إبراهيم يعقوب، «الألم يتعافى بالألم» لفجر الكوني، «الطيور المهاجرة... هدهد سليمان» لخالد المجحد، «لكن» لنصار الحاج، «يوماً ما سأتقن المجاملة» لهدى المبارك، «وإن قتلني» لعبدالله النصر، «أنثى الميزان» لرذاذ اليحي، ونصوص قصيرة جداً لعبدالله المتقي ووليد الكاملي ونورة الشرواني. ويكتب عبدالله العقيبي نصّاً سيريّاً عن مدينة «جدة... من الشمال إلى الشمال» في رحلة الدخول والخروج منذ أن عبر إليها أجداده قادمين من الشمال إلى باب الشمال فيها «باب البدو» وأقاموا هناك ممتزجين بالمدينة وبالتحولات التي مرّ بها الجميع، ومنهم الكاتب العقيبي نفسه. ويضم العدد حوارين موسّعين: الأول مع الشاعر والكاتب الساخر حسن السبع، أجراه عبدالوهاب أبو زيد، والآخر مع الشاعر والناقد محمد الحرز، أجراه زكريا العباد. ملف التشكيل في هذا العدد يكتبه أحمد سماحة عن تجربة الفنان عبدالله المرزوق تحت عنوان «فنان يحمل قوس قزح في صحراء»، ويعرض في هذا المقال لتجربة المرزوق التي وعتْ أبعاد وأهمية ومعنى العمل التشكيلي، ووظفت إمكاناتها المعرفية إلى جانب خبراتها وموهبتها في إبداع أعمال اقتربت كثيراً من إيقاع العصر وفنيّات اللوحة، دون أن تنسلخ كليّاً من تأثيرات المكان بأبعاده المختلفة الحسيّة والمعنويّة. في باب الترجمة نقرأ قصة «اكتئاب زيدان» للكاتب البلجيكي جان فيليب توسان، والتي ترجمها بندر الحربي، ونقرأ كذلك قصة «القماط» للكاتب الياباني يوكيو ميشيما، والتي ترجمها خلف القرشي، ونطالع دراسة نقديّة بعنوان «مبادئ التأويل الاستعاري» لجون سيرل، وترجمة طارق النعمان، كما نقرأ ترجمة المقدمة التي وضعها بنعيسى بوحمال لكتاب باللغة الفرنسية عنوانه «سان جون بيرس... الشاعر والناقد» لعبدالحق بلخضر. وتستعرض المجلة عدداً من الكتب؛ إذ يكتب محمد خضر عن نصوص «التعليمات بالداخل» لأشرف فياض، ومحمد البشيّر عن رواية «مريم الحكايا» لعلوية صبح، وهايل الطالب عن ديوان «بياض» لأحمد قران الزهراني، وعبدالمالك أشهبون عن مذكرات «خارج المكان» لإدوارد سعيد، وعبدالحليم البراك عن ديوان «18 يناير» لعبدالله فهد، وسمير الشريف عن «موجز النشرة» لفوزية العيوني، ويقرأ «أثير السادة قضايا الصورة عن رولان بارث: الفوتوغرافيا في درجة الصفر».