قررت الحكومة اليمنية اتخاذ بعض التدابير لمواجهة الأمية التكنولوجية وخصوصاً في اوساط الشباب الذين يشكلون اكثر من 40 في المئة من اجمالي عدد السكان. ويعاني الشباب اليمني تخلفاً في مجال التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها ومحدودية إتقان اللغات الاجنبية. ولا يقتصر تدني القدرات على استخدامات الحاسوب والانترنت حيث لا يتجاوز عدد الحواسيب 330 ألفاً وعدد مستخدمي الانترنت أقل من 500 ألف بحسب مصادر حكومية، بل ثمة ضعف في الثقافة العلمية بعمومها. وبدا أن هناك من يتعاطى مع التكنولوجيا من منظور الثقافة الاجتماعية السائدة الرافضة لكل ما يأتي من الغرب. ويعتقد أحمد (22 سنة) مثلاً ان فيروسات الحاسوب مصدرها المواد الاباحية. ويستغرب الطالب في كلية التجارة - جامعة صنعاء إمكان أن تشكل كل المواد والبرامج بما فيها المواد الدينية ونصوص القرآن مصدراً لإصابة الحاسوب بفيروسات. وذكر أحمد الذي يجيد استخدام الحاسوب ويتصفح الانترنت بمعدل 4 ساعات في الاسبوع أن مادة الحاسوب إلزامية على جميع الطلاب مثلها مثل الثقافة الاسلامية واللغة العربية «لكننا ندرسها نظرياً ولا تتوافر اي تطبيقات»، بحسب ما يقول. وكانت الحكومة أعلنت أخيراً انها تعتزم انشاء جامعة خاصة بتقنية المعلومات وإدخال الحاسوب واستخدامه في نظام التعليم منذ الصفوف الاولى وإلزامية تعليم اللغة الانكليزية منذ المراحل الاولى وتدريس المواد الاساسية باللغة الانكليزية في الثانويات والجامعة. وشرعت مؤسسات غير حكومية في تنفيذ برامج لنشر الثقافة العلمية، فنظمت «مؤسسة العفيف الثقافية» الشهر الماضي برنامجاً تحت عنوان «انتصار الارادة» تضمن محاضرات وافلاماً علمية ومعرضاً لابتكارات الشباب، إضافة الى تدريب نحو 80 شاباً على استخدام الحاسوب. بيد أن مثل هذه الاجراءات تبقى محدودة. وتعتقد سارة (28 سنة) أن قدرة اليمن على مواكبة الركب التكنولوجي تظل محدودة، مشيرة الى ضعف البنية التحتية وتخلف التعليم. ويرى باحثون ان التحدي الذي يواجه اليمن في مجال نشر التكنولوجيا يتمثل بانتشار الفقر ومحدودية القدرة الشرائية لدى المواطنين. وكانت الحكومة اعلنت في وقت سابق عن مشروع رئيس الجمهورية لتعميم الحاسوب وبخاصة بين الطلاب والشباب وبأسعار معقولة. غير أن المشروع ما لبث ان تلاشى وما زال موظفو الحكومة يجهلون التعامل مع الحاسوب ناهيك باقتنائه. وكانت السلطات ألغت أخيراً العمل بنظام التعليم عن بعد في الوقت الذي تفتقر فيه المدارس والجامعات للمكونات اللازمة لدفع الشباب نحو الانخراط في مجال تقانة التكنولوجيا، كما لا تزال مقاهي الانترنت مفقودة في محيط المدارس والجامعات. وبحسب الاحصاءات الرسمية يبلغ عدد مقاهي الانترنت المنتشرة في كل اليمن 925 مقهى! وقال عبدالرحمن (23 سنة): «ننفق الكثير من المال في مقاهي الانترنت لإنجاز بحوث يقررها أساتذتنا ولا بد من ان تتوافر في الجامعة مختبرات انترنت مجانية أو حتى بأسعار رمزية.