مع صدور التعليمات الجديدة المتعلقة بآلية العمل الإعلامي في الموسم الرياضي الذي نستعد لاستقباله بعد العيد مباشرةً، أتت التأويلات والتفسيرات لهذه التعليمات، ووصل الأمر عند البعض إلى اعتبار التعليمات عودة للوراء وتكميماً للأفواه. التعليمات في مجملها لم تكمم الأفواه، بل ألجمت التصريحات المنفلتة، وحمت الذمم من أسئلة الشك التي تجلد الذات الإنسانية بحجة الاستفزاز الصحفي، ووضعت الأمور الإدارية في نصابها، فالتصريحات لمدير الكرة قبل المباراة، وتصريحات اللاعبين بعد المباراة، أما الرؤساء فمكانهم الطبيعي المنصة أسوة برئاسة أشهر الأندية العالمية. تعليمات الموسم الرياضي المنتظر ستكون في صالح الإعلام بكل شرائحه وليست ضدهم، ولن تحد من إبداعهم وتألقهم الميداني، ولن تعيق عملهم نهائياً، بل تهذب لغة التعاطي الإعلامي وتنقلنا لمساحة أجمل وأرقى، وتخفف من حدة التوتر التي يتفنن بعض الإداريين في زرعها قبل وأثناء وبعد كل لقاء تقليدي هام. مشاهد كثيرة كانت تطفو على سطح الركض الميداني للإعلاميين وخاصة مراسلي القنوات الفضائية، وكنا نشعر بالغثيان أحياناً، وضيق الصدر من بعض الأسئلة ومن بعض التجنيح خارج المهمة الرسمية، والخروج عن النص، وكأن المراسل أتى مشحوناً بحكم عواطفه وميوله التي تطل رائحتها من خلال الأسئلة التي ينثرها بعشوائية وبطريقة فجة. أيضاً هناك بعض المراسلين الميدانيين يتحدث أكثر من الضيف وإذا بدأ الضيف في الإجابة على السؤال الطويل والممل، قاطعه بسؤال آخر، وهذا دليل نقص الخبرة ونقص التجربة، ودليل حاجة هؤلاء المراسلين للتدريب والتركيز وتعلم لغة الإعلام المنطقية والمقبولة. من المؤكد أن اللغة الإعلامية الموسم الرياضي المقبل، ستكون مختلفة شكلاً ومضموناً، وستكون في إطار المهنة الإعلامية ذاتها بعيداً عن التشنج المنفلت، وبعيداً عن التهريج الذي يفقد العمل قيمته، ومن المؤكد أن دور القيادات الإعلامية سيكون كبيراً لتهيئة فريق العمل الميداني بالنصح والتوجيه، ولا مانع من شدة القرار حتى لو وصل الأمر لعقد ورشة عمل داخل كل مطبوعة وكل قناة فضائية من أجل الزج بالأكفاء داخل الميدان والبقية يريحون ويستريحون. [email protected]