سبق للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، أنْ حمّل في وقت سابق بعض رؤساء الأندية مسؤولية الاحتقانات التي تحدث في بعض مباريات الدوري السعودي، وذلك من خلال تصريحاتهم وأحكامهم المتسرعة على حكام المباريات، التي وصفها بأنها (انفعالية) ولا تخدم مصلحة الأندية نفسها ولا مسيرة الرياضة السعودية بصفة عامة. وهنا لا نتحدث عن نوعية التصريحات ومدى سلامتها من الإسقاطات، التي كثيراً ما نتابعها عبر الفضائيات وأعمدة الصحف، بل نتحدث عن التصريحات بشكلها العام وكثرتها على الفاضي والمليان، بل إن تصريحات رؤساء الأندية في دوري زين للمحترفين، أصبحت من الأمور الثابتة والعادات الممارسة في كل مباراة، وتتعداها أحياناً الى ان رئيس النادي يصرح او يتحدث في المباراة الواحدة مرتين على الأقل قبل وبعد المباراة، وإن حصل على فرصة المداخلة في بعض البرامج ليلة المباراة فخير وبركة بالنسبة إليه، ولا يمكن لنا تجاهل هذه الظاهرة التي يبدو انها ستستمر الى المدى البعيد ما لم يتم تجاوزها من رؤساء الأندية من خلال التفكير بمدى أهمية مثل هذا الحضور الإعلامي المستمر وغير المبرر، فرئيس النادي يجب أن يكون ظهوره الإعلامي مقنناً، ومن المؤكد أنّ اهتمام وسائل الإعلام برئيس النادي ينبع من أن لديه ما يخبر عنه الآخرين، هذا يؤكد أن المعايير للإطلالة الإعلامية الناجحة ليست أن تتحدث في شكل جيد فحسب، بل أن يفهم الناس ما قلت، لكن لدينا كوضع خاص قد لا نجد في ظهور بعض الرؤساء بهذا الشكل الدائم ما قد يفهم على أنه ظهور ضروري، وفلسفة الظهور الإعلامي عقب المباريات من رؤساء الأندية أصبحت مملة، فقد ننتظر حديثاً او تصريحاً يبرر الظهور ونصطدم بأن الواقع هو الظهور من اجل الظهور لا شيء بعده يذكر! هذا جانب مهم. اما الجانب الأكثر أهمية هو ان بعض رؤساء الأندية بدأ ينتقد وسائل الإعلام مباشرة وبوضوح معين على نوعية الأسئلة او نوعية السائل نفسه، وانه يمكن ان يسأل لثلاث دقائق تكون إجابته في جزء من الثانية! فالمؤكد أنه ليس لأحد سيطرة على الأسئلة التي ستطرح من الإعلامي، فهو اما ان يقبلها او يقلل من ذلك الظهور الدائم الذي أصبح مملاً، فكثيراً من الإجابات هي تكرار للإجابات سابقة، بل أحياناً قد لا يجيد الضيف لغة حوار هادفة تفيد المشاهد والمستمع الى ما يرمي اليه من وقوفه امام الكاميرا او أمام الصحافي، كما انه يجب تفادي استخدام الكلمات المبهمة والتي يمكن تفسيرها بأشكال عدة، إلا اذا كان المقصود هو الإبهام. ومشكلة البعض أنه يعشق الظهور بشكل دائم مهما كانت الأحوال، وهذا ما يجعل مثل هذا الظهور ينطلق من اعتبارات غير واضحة، وهو ما يتسبب في إثارة الرأي العام، ولنا في تصريحات بعض رؤساء الأندية في الآونة الأخيرة أكبر مثال عندما ساقونا الى مواضيع لا علاقة للمنافسة الشريفة بها، إلا من خلال اجترار ماض قديم او واقع موقت او نظرة قاصرة، القصد منها استفزاز الجماهير الرياضية وهو ما حدث وتناوله الكثير من المواقع الالكترونية بسفاهة مفرطة. في هذا الطرح لا شك أننا لا نطالب بتكميم الأفواه او مطالبة رؤساء الأندية بالصمت فهم مطالبون بشكل دائم من الإعلام الرياضي، لكن يجب ان يكون الظهور، ولا سيما من رؤساء الأندية اذا استدعت الحاجة، لكنني أجزم بأن الحاجة لديهم تتطلب ظهورهم بشكل يومي. [email protected]