رهن العاهل المغربي الملك محمد السادس ترسيخ مناخ الثقة في الاستحقاقات القادمة بالتزام الوضوح والصدقية ونبذ الأحكام المسبقة. وقال في خطاب إلى الشعب المغربي، ليل اول من امس لمناسبة ذكرى ثورة العرش والشعب، إن ترسيخ الثقة لا يقتصر على الوفاق، في إشارة إلى الجدل الدائر حول القوانين الإجرائية المرتبطة بالاستشارة الشعبية بل يقتضي من الفاعليات السياسية «التحلي بالوضوح في المواقف الملتزمة بتعزيز صدقيتها، ونبذ الأحكام المسبقة على نتائج الانتخابات قبل إجرائها، والقطع مع التشكيك السياسوي فيها، والذي لا يخدم سوى أعداء الديموقراطية، ونزوعات السلبية والعدمية». وشدد العاهل المغربي على الإفساح في المجال أمام الشباب والنساء لتأهيل نخب جديدة تضخ دماء جديدة في الحياة السياسية. وربطت بين هذا التوجه وتزايد النقاش في الأوساط الحزبية حول إمكان تقديم مرشحين شباب ضمن قوائم محلية ووطنية، على غرار تجربة سابقة لإشراك المرأة في ضوء تخصيص نسبة عشرة في المئة من مقاعد البرلمان للعنصر النسوي. وقال محمد السادس إن»شباب المغرب، الواعي والمسؤول، يوجد اليوم في صلب مشروع التحديث الدستوري، والسياسي... لتعزيز انخراطه في مختلف الإصلاحات الديمقراطية والأوراش التنموية». واعتبر أن الرهان الحقيقي الذي ينبغي كسبه، في المرحلة السياسية الحالية، «ليس اعتبار الانتخابات المقبلة مجرد تنافس حزبي مشروع، للفوز بأكبر عدد من المقاعد، بل هو الارتقاء بها، إلى معركة وطنية نوعية، حول اختيار أفضل البرامج والنخب المؤهلة، لتحقيق انطلاقة جيدة لتنزيل الدستور، ولإعطاء دفعة قوية للتحول السياسي الحاسم الذي تعرفه بلادنا». وحض العاهل المغربي الحكومة والبرلمان والأحزاب والمواطنين والإعلام والمجتمع المدني على تحمل مسؤولياتهم وجعل المصالح العليا فوق كل الاعتبار. ودعا السلطات الحكومية والقضائية، المعنية بحسن تنظيم الانتخابات، إلى التقيد الصارم بالقانون، وتفعيل آليات تخليق العمل السياسي والبرلماني، وتوفير شروط المنافسة الانتخابية الحرة، والتزام المساواة بين مختلف الأحزاب والحياد الإيجابي. وشدد على ضرورة «التصدي الحازم لكل الخروقات، ومحاربة استخدام المال وشراء الأصوات لإفساد الانتخابات، واستغلال النفوذ، أو التوظيف المغرض للدين وللمقدسات في المعارك الانتخابية». ولاحظت المصادر أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها العاهل المغربي مصطلح المقدسات في إشارة إلى بعض الأصوات التي تتحدث عن مفهوم الولاء للقصر، خصوصا أن الاشارة جاءت أكثر إيحاء لدى ربطها الأحزاب السياسية جميعها بمفهوم المساواة، والاستناد إلى البرنامج والأفكار وليس الولاءات.