طالب نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الرئيسَ السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري ب «فك ارتباطه مع محكمة مضلِّلة وجائرة، لنبحث معاً عن الحقيقة بدل أن ندعهم يتلاعبون ببلدنا وعواطف شعبنا»، وخاطب الحريري قائلاً: «هذه المحكمة ليست لكشف من اغتال والدك، هي لإلحاق الضرر بلبنان، ولإحداث الفتنة وتخريب هذه النتائج العظيمة التي حصلنا عليها ببركة الوحدة الوطنية وببركة المقاومة، وأنت ترى آثار المشروع الأميركي-الإسرائيلي في منطقتنا». وسأل: «ألا ترى ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني قتلاً وتدميراً واحتلالاً وتفجيراً بتغطية أميركية كاملة، من دون أن تُسأل عن شهيد واحد من شهداء فلسطين؟ ألا ترى كيف يتدخلون في البلدان المختلفة ويعيثون فيها فساداً في كل المنطقة العربية من دون استثناء، ليضعوا أيديَهم على مقدرات البلاد وليؤثروا على واقعها فضلاً عن الاحتلال لكل من أفغانستان والعراق؟ ألا ترى أنهم أعلنوا بوضوح في عدوان تموز أنهم يريدون لبنان بوابة للشرق الأوسط الجديد، أي شرق أوسط جديد يريدونه؟ تأكد لن نكون يا سعد الحريري جزءاً من الشرق الأوسط الجديد، لأن شرق أوسطهم سيكون إسرائيلياً مع عملاء يعملون في خدمتهم، ولن يقبلوا أحداً منّا ولا منكم». وقال: «كن جريئاً أيها الرئيس سعد الحريري لتقول كلمة حق لمصلحة الوحدة الوطنية والإسلامية ولمصلحة العلاقات في ما بيننا، ما زلنا نعتقد أن الطريق مفتوح، وأن الفرصة متاحة، بدل الإيغال في التعبئة التي تخدم المشروع الأميركي-الإسرائيلي بكل وضوح، هل يمكن أن تكون هناك رجعة؟ هذا الأمر عندك، لأن المقاومين الشرفاء ليسوا متهمين، ولن يكونوا متهمين، ولا يمكن أن نخضع لابتزاز أميركا وإسرائيل ولو وقف العالم كله ضدنا، لأننا أصحاب حق وصاحب الحق سلطان، والظالم لا بدَّ أن يسقط، والحق لا بدَّ أن يرتفع ويبقى». وقال الشيخ قاسم في افطار مشترك اقامه الحزب مع «جبهة العمل الاسلامي»: «لا يوجد سنيٌّ أو شيعي يدعو إلى التفرقة أو إلى الفتنة، فداعية التفرقة والفتنة بين المسلمين لا علاقة له بالسنة ولا بالشيعة، بل هو جزء من المشروع الإسرائيلي الصهيوني في منطقتنا، كائناً ما كان موقعه، ومهما كان علمه، ومهما استخدم من آيات على المنابر، لأن الله تعالى يدعونا إلى الاعتصام بالوحدة». وحيّا «المجاهدين الأبطال في إيلات الذين قاوموا العدو الإسرائيلي»، وقال: «المقاومة اليوم مستهدَفة من قبل الاستكبار العالمي، وليست مستهدفة من قبل بعض الأدوات المحلية التي لا حول لها ولا قوة، ولذلك تلاحظون أن المعركة ضد المقاومة معركة عالمية، ومجلس الأمن يغطي بشاعة تحركات الدول الكبرى، وإسرائيل عدوٌّ تابع». وتحدث عن استهداف المقاومة في لبنان لأسباب، منها أنها «واجهت إسرائيل وأذلتها، ولأنها تريد الاستقلال والقرار الحر لبلدها وشعبها، ولأنها ثبتت إرادة التحرير والتغيير والأمل بالمستقبل، وهذا ما يمكن أن يغير المعادلة بالكامل ويؤثر على مخططات العدو، ورفضت أن تكون أداة استعمارية رخيصة لأي نوع من أنواع الاستعمار في المنطقة أو في العالم». وقال: «اليوم يستخدمون المحكمة الخاصة بلبنان كأداة من أدوات مواجهة المقاومة والإضرار بها، هذه المحكمة إنما أُنشئت بهدف ضرب محور بكامله هو محور المقاومة والممانعة، الذي يمتد من المقاومة في لبنان إلى المقاومة في فلسطين إلى سورية وإيران، وإلى كل الأحرار الذين يلتفون حول عنوان واحد هو عنوان المقاومة في مواجهة إسرائيل والمشروع الاستكباري، ولا علاقة لهذه المحكمة من قريب أو من بعيد بكشف الحقيقة، وفي هذه المرحلة هدفها استهداف حزب الله». وجدّد موقف الحزب تجاه القرار الاتهامي، معتبراً أنه «اعتمد على الأدلة الظرفية ونظَّر أنها أهم من الأدلة الحسية، ولا يوجد أي دليل حسي في كل المطالعة التي قدمها، كما اعتمد التحليل الافتراضي، ومن بداية النص الاتهامي اعتمد على شبكة الاتصالات، من دون أي كلمة في المحادثات الهاتفية، وإنما بوجود إشاعات تقول ان هذا الهاتف كان موجوداً في مكان وتزامن واقترن مع هاتف آخر في مكان آخر أو في المكان نفسه وحصلت استنتاجات كبيرة». وأكد التمسك بثلاثي القوة «الجيش والشعب والمقاومة لمصلحة لبنان»، واعتبر ان «إسقاط المقاومة يعني إنشاء المستوطنات في جنوب لبنان والبقاع الغربي».