كان مخرج المسلسل الكرتوني «فريج» سعيد حارب صريحاً وهو يسرد أسباب رفض خليجيين للعمل، حين عزا هذا الرفض إلى «اللهجة المستخدمة فيه، وهي لهجة إماراتية دارجة، وفيها مفردات لا يفهمها غير الإماراتيين»، وأوضح حارب في ندوة «الأفلام المصورة المتحركة الخليجية» التي أقيمت ضمن مهرجان «أرامكو» الثقافي في الظهران، أن «شبكات التواصل الاجتماعي والفرصة السانحة التي توافرت من خلال الإعلام المرئي أسهمت في جعل هذه الخصوصية محبوبة لدى الجمهور خلاف ما توقعت». ورفض حارب إدخال شخصية كرتونية سعودية بقصد استقطاب الجمهور السعودي؛ «لأنني من خلال رصدي لرد فعل الجمهور السعودي أجده أحب العمل بسبب إماراتيته، وليس لأي سبب آخر، فضلاً عن أننا في دول الخليج ثقافتنا واحدة وبيننا قواسم مشتركة كثيرة؛ فوصول الفكرة سيكون سهلاً دون الحاجة إلى مثل هذه الشخصيات، سواء أكانت سعودية أم غير سعودية». وتحدث حارب في الندوة التي شاركه فيها مالك نجر مبتكر مسلسل «مسامير»، وأدارها الإعلامي عضوان الأحمري، عن بدايته في صناعة الشخصيات، وقال: «من خلال دراستي في أميركا طلب منا رسم شخصية خارقة من التراث المحلي لكل بلد، وعندما رسمت رسمة قريبة من علاء الدين طلب مني الدكتور ابتكار شيء جديد؛ فخرجت بفكرة الجدة التي هي مغيبة في أغلبية التراث الإعلامي لدينا، وتقدم دائماً في صورة هامشية على رغم كل ما قدمته من تضحيات». وطالب حارب ب»عدم التعصب عند إنتاج مثل هذه المسلسلات الكرتونية، وضرورة إنتاج هذه الأعمال محلياً؛ لأن هذه المسلسلات تحتاج إلى شركات ضخمة متخصصة، وهي غير متوافرة في المنطقة، باستثناء شركة مصرية هي مع كل احترامي لا ترقى إلى طموحي؛ لذلك اتجهت إلى الهند، وخرج العمل بالصورة الحالية التي ترونها». وعن سلبيات الإنتاج خارجياً، أوضح: «مشكلتهم أنهم لا يفهمون ثقافتك، ولا لغتك؛ ما يربك عملية الإخراج، ولكن سنة وراء سنة يتم تجاوز الكثير من الأخطاء». وأشار حارب إلى أن «الحلقة الواحدة تستغرق شهراً كاملاً ما بين إخراج ومونتاج، علماً بأن هناك حلقات أخرى استغرقت ستة أشهر بسبب بعض الإضافات، أما ما يتعلق بالكلفة فكل حلقة تكلفنا قرابة نصف مليون ريال سعودي». وذكر أن المسلسل يتلقى دعماً حكومياً، و»لكن التعامل مع بعض الجهات الحكومية يكون أحياناً صادماً بحكم البيروقراطية الموجودة». وتمنى حارب ألا تكون المسلسلات الكرتونية طفرة وقتية، موضحاً: «لا أتوقع حدوث هذا الشيء؛ نظراً إلى إدراك العالم أهمية العمل الكرتوني وسرعة تأثيره في كل الشرائح المستقبلة للعمل، إضافة إلى أننا في دول الخليج بدأنا نلاحظ ابتعاث مخرجين للدراسة والاحتكاك مع أصحاب تجارب عالمية، وكل هذا ينبئ بتواصل العمل الكرتوني بشكل أفضل بدلاً من توقفه». أما مالك نجر فذكر أنه لا يوجد هناك أي إشكالية إزاء الخلط ما بين الفصحى والعامية عند تأدية أدوار مسلسل «مسامير» الذي يعرض على «يوتيوب»، ونفى في الوقت ذاته تحويل المسلسل إلى التلفزيون؛ «لأنه صُمم بهدف النشر الإنترنتي، إضافة إلى ما يتوافر لنا من حرية في الوقت والعرض عبر الإنترنت، وهذا شيء مريح خلاف العمل التلفزيوني». ورد نجر على اتهامه بأنه صاحب نظرة سوداوية للمجتمع من خلال هذا العمل، بقوله: «هذا النوع من الفن يسمى الكوميديا السوداء التي تحاول أن تقدم الواقع من منظورها الخاص، ولكن بقصد السخرية والنقد غير المباشر، وعلى رغم ما يقال عن الأشكال الوديعة التي تتسم بها شخصيات العمل إلا أنها عندما تتكلم تكشف عن سواد داخلي يسكنها». وبيّن نجر أن «الحلقة الواحدة تستغرق أسبوعين، إضافة إلى أن كلفة إنتاجها لا تقل عن 60 ألف ريال»، وطالب بعدم ربط الإبداع بالدراسة، وأنه «يجب أن يعمل كل منا في المجال الذي يحب، حتى لو واجه المخاطر والفشل والعقبات؛ لأنه في النهاية سينجح».