إذا كان ارتداء الملابس الجديدة وتقديم العيدية من أهم مظاهر العيد، فلا يقل شهر رمضان خصوصية عنه، إذ يتبنى الكثيرون سواء من طبقة التجار أو الهواة أو المندوبين أو الأسر المنتجة تطبيق عدد من الأفكار التي طبقها أشخاص للاستعمال الشخصي في رمضان، مثل جلابية الصلاة وتلبيسة المصحف وخاتم التسبيح وغيرها، للترويج لها في الأسواق والاستفادة من عوائدها في تحسين دخولهم واستثماراتهم. وقالت ربة المنزل أم عبدالرحمن: «عادة ما نعمد إلى شراء ملابس جديدة لكل مناسبة أياً كانت زواجاً أو احتفالاً، ونحرص كل الحرص على عدم تكرارها في دعوات أخرى، ما جعلني من باب أولى أعمد إلى شراء سجاجيد وجلابيات صلاة جديدة كل غرة رمضان، أجدد من خلالها أحاسيس روحانية»، لافتة إلى أنها عزمت في هذه السنة على شراء نوعية جديدة تختلف عن شراشف الصلاة التي يكون بعضها قصيراً أو لا يغطي الجسم كاملاً، وهي جلابية صلاة أكثر عملية بقبعتها، وبستر كامل الجسم. وأضافت: «سعيت أيضاً خلال رمضان الجاري إلى شراء كميات متعددة من أطقم سجاجيد وجلابيات الصلاة المطرزة التي تتباين خاماتها ما بين حرير ومخمل وقطن، لإهدائها لبنات أقاربي وعماتي، كسباً للأجر ومضاعفة حسناتي في مقابل كل فرض يؤدينه». وذكرت لمى العقيل (20عاماً) أنها تبحث عن كل مبتكر جديد يتناسب مع مختلف المواسم، وأنها أعجبت بفكرة خاتم التسبيح الذي يشابه في شكله الساعة الإلكترونية الرقمية، التي تكفل حساب عدد التسبيحات مع كل ضغطة زر، ما حمسها لشراء كميات لأفراد أسرتها، وقالت: «غالباً ما أسبح وأذكر الله بطريقة تقليدية، من دون الاستناد إلى أداة تمكنني من إدراك عدد مرات التسبيح، ولكن بعد اعتمادي ضاعفت العدد إلى أرقام قياسية يومياً»، فيما لفتت أم عبدالله (60عاماً) إلى أنها لم تقتنع بذلك المبتكر، وفضلت اتباع الطريقة التقليدية، وقالت: «إن كل عضو من أعضاء الإنسان يشهد عليه يوم القيامة، وتضرعي لله وتسبيحي بأصابعي أفضل من الاعتماد على تقنيات حديثة». وأشارت مها مشاري إلى صنع كساء جديد لمصحفها من تصميمها استعداداً لرمضان، وأدى إعجاب من حولها بألوانه وطبيعة إكسسوراته إلى احترافها المهنة، وقات: «كنت أستمتع بكسوة مصحفي وتجميل غلافه وتبديله بين فينة وأخرى، ولكن تشجيع من حولي وطلبهم توفير عدد من التصميمات، دفعني إلى احتراف المهنة وتحسين دخلي المادي نوعاً ما». وفيما ذكرت مندوبة مبيعات (فضلت عدم ذكر اسمها) أن خواتم التسبيح لاقت إقبالاً كبيراً من الزبائن قبل رمضان، وتضاعف الطلب عليها في الأيام الحالية، فقبل نزولها الأسواق كان سعر الواحدة منها لا يقل عن عشرة ريالات، وثمنها حالياً لا يتجاوز الخمسة ريالات، أشار المقرئ مختار من الجنسية الباكستانية إلى أنه تضاعف الطلب عليه في رمضان من أسر عدة لتحفيظ أبنائها أجزاء من القرآن في مقابل 500 ريال، على رغم ارتباطه بحلقات قرآنية في عدد من المساجد والجمعيات المتطوع فيها. من جانبها، قالت إحدى عضوات الأسر المنتجة الأرملة أم محمد: «إن استغلالي طاقتي ووقتي وهوايتي في حياكة بعض التطريز على سجاجيد وشراشف الصلاة وإضافة الخامات والرتوش عليها أياً كانت فصوصاً أو كلفاً، وصنع مجموعة من الأطقم الملونة التي تشتريها الكثير من السيدات وتخصصها لاستخدام ضيوفها في رمضان، لعبت دوراً كبيراً في تعففي وسد رمق صغاري»، لافتة إلى أن أسعار الأطقم تتراوح تبعاً لخاماتها وطبيعة التطريز المضاف إليها، بين 35 و190 ريالاً.