يعتبر موسم الحج فرصة اقتصادية عظيمة يستغلها معظم أهل المدينةالمنورة للعمل في التجارة مما يعود عليهم بدخل مالي، حيث يعمل صغارهم وكبارهم سيدات ورجالا مما يثري حياتهم الاقتصادية، فالمدينة تشهد هذه الايام رواجاً وانتعاشاً اقتصاديين نظراً للإقبال الكبير على التسوق والشراء من قبل الحجاج والزوّار الذين يتوافدون على الأسواق لشراء الهدايا التي تشتهر بها المدينةالمنورة قبل العودة إلى بلادهم، هذا الانتعاش يجعل الأسر المنتجة تستغل هذه الفرصة لتحسين أوضاعها المادية. نساء المدينة رقم مهم في الاقتصاد المديني، فهن كغيرهن من نساء المملكة عنصر فعال في دفع العجلة الاقتصادية إلى الامام الامر الذي جعلهن يفكرن في استثمار هذا الموسم للحصول على مردود مالي إضافي. ففتيات المدينة يتسابقن إلى صنع السبح الكرستالية واعداد المعمول والغريبة وبعض القبعات وفساتين الأطفال ومفارش الطاولات والصواني من الكوروشية وأطقم سجادات الصلاة مع شراشفها وكذلك الأكسسوارات وخياطة الجلابيات وبعض الأكلات كالمخللات. هذه العملية تشهد تعاون جيمع افراد العائلة كما انها تؤدي إلى تقوية الروابط الأسرية فالأم تقوم بإعداد المصنوعات والأعمال كما تقوم بخياطة شراشف الصلاة وحياكة سجادات الصلاة بأشكال وتطريزات معينة مرغوبة لدى الزوار والمعتمرين مساء، وتقوم الفتيات ببيعها صباحا. كما تقوم بعض العائلات بتنفيذ الطلبات بحسب رغبة الزبائن، فالزبون له احقية الاختيار اللون او التصميم، كما ان الكثير من الرجال يتفننون في اخيار الوان مميزة لسبحهم. الكسب المالي لم يكن دائما هو الدافع الوحيد للمشاركة في هذا الموسم، فالبعض يرى فيه مناسبة لإطلاق العنان لأفكارهم وتصاميمهم لترى النور، كما ان البعض يقيس مدى رضى الزبائن عن هذه التصاميم من العائدات.