شيّع أكثر من 100 ألف فلسطيني جثامين قادة لجان المقاومة الشعبية الخمسة ونجل أحدهم إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء شرق مدينة رفح، مسقط رأسهم. وسار المشيّعون في موكب جنائزي صامت مهيب امتد من ملعب الجمهورية لكرة القدم حيث أدوا صلاة الجنازة، إلى المقبرة. وشارك في التشييع قادة من لجان المقاومة الشعبية والفصائل والأجنحة المسلحة ورجال شرطة ومواطنون قدموا من مدن القطاع المختلفة، وساروا في جنازة لم تشهد المدينة لها مثيلاً منذ تشييع القائد العام السابق للجان جمال أبو سمهدانة في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2006. وجاء تشييع القادة الخمسة في ظل أجواء حرب عاشها قطاع غزة خلال اليومين الماضيين في أعقاب العملية الفدائية النوعية ظهر الخميس في مدينة ايلات «أم الرشراش» التي قتل فيها سبعة إسرائيليين، وردت عليها قوات الاحتلال واغتالت خمسة من قادة لجان المقاومة الشعبية، من بينهم قائدها العام كمال النيرب (أبو عوض) وقائدها العسكري عماد حماد وثلاثة من كبار مساعديهما. 15 غارة إسرائيلية وشنت طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» و«أباتشي» الأميركية الصنع نحو 15 غارة خلال نهار أمس وليل الخميس - الجمعة على منازل المدنيين ومواقع ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، ما اسفر عن سقوط ثلاثة ووفاة رابع متأثراً بجراح سابقة، في وقت ردت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان بإطلاق صواريخ من طراز «غراد» على مدن في عمق الدولة العبرية. وأسفرت آخر غارة إسرائيلية عصر أمس على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة عن استشهاد الشاب محمد عناية (22 سنة)، فيما استشهد الطفل محمود أبو سمرة (13 سنة)، وأصيب أكثر من 20 مواطناً آخرين بجروح متفاوتة، كما استشهد شاب ف وقت لاحقا. وتوفي أشرف عزام (30 سنة) متأثراً بجروح كان أصيب بها قبل أيام في حي الزيتون. وسبقت القصف الأخير على حي الزيتون غارة على منطقة قريبة من محطة توليد الكهرباء شمال مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وأخرى على أرض خالية قرب أبراج سكنية في المخيم نفسه، كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على موقع تابع ل «كتائب القسام» في خان يونس جنوب القطاع، وأخرى على منطقة خالية شرق المدينة. كما أطلقت طائرة «اباتشي» صاروخاً على موقع تابع ل «كتائب القسام» في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة حيث يقطن رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية، فيما أطلقت طائرة صاروخاً سقط قرب منزل في حي الزيتون جنوبغزة. كذلك أغارت طائرات إسرائيلية على «مجمع أنصار الأمني»، ما أسفر عن إلحاق أضرار في أحد مبانيه، وعلى مبنى غير مأهول خلف ساحة الكتيبة القريبة من المجمع، ما أدى إلى الحاق أضرار في مباني عدد من الوزارات ومنازل المواطنين. كما لحقت أضرار جسيمة بمكتب وكالة الصحافة الصينية «شينخوا» في برج مشتهى المجاور كما قال ل «الحياة» مدير الوكالة في القطاع الزميل الصحافي عماد الدريملي. واستهدفت طائرات الاحتلال أرضاً خالية قرب مسجد عباد الرحمن في بلدة خزاعة شرق خان يونس، ونفقين للتهريب في رفح، أحدهما في حي السلام جنوب شرقي المدينة، والآخر في منطقة القصاص غربها. وفي ضوء التصعيد الإسرائيلي، توعّد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية «أبو مجاهد» برد قاس على اغتيال القادة الخمسة، وقال إن إسرائيل فتحت على نفسها «أبواباً من الجحيم والثأر المتواصل». في غضون ذلك، كثفت «ألوية الناصر صلاح الدين» وأجنحة عسكرية أخرى إطلاق الصواريخ محلية الصنع والروسية الصنع على بلدات إسرائيلية. وأطلقت عدداً من الصواريخ والقذائف على أهداف إسرائيلية، من بينها مدينة المجدل عسقلان عسقلان ومعبر كرم أبو سالم. وأعلنت إسرائيل عن إصابة 10 إسرائيليين على الأقل عقب سقوط صواريخ من طراز «غراد» الروسية على مدن أشدود وبئر السبع وعسقلان وغديرا (قطرة). وقالت الإذاعة العبرية إنه أصيب في مدينة أشدود 10 إسرائيليين بجروح، أحدهم في حال الخطر، نتيجة سقوط صاروخ. وأعلنت فصائل مقاومة مسؤوليتها عن قصف البلدات الإسرائيلية بالصواريخ، إذ تبنت «كتائب الشهيد عبد الله عزام» السلفية صباح أمس إطلاق صاروخي «غراد» على مدينة أشدود، كما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى في فلسطين - مجموعات الشهيد أيمن جودة» عن إطلاق صاروخ من طراز «أقصى» على منطقة «رعيم» فجراً.