قتل 360 فلسطينيا بينهم 57 مدنيا على الاقل في الغارات الجوية الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي بينهم عشرة على الاقل في عشرات الغارات بينما تلوح عملية برية في الافق بعدما اعلنت اسرائيل الشريط الحدودي مع قطاع غزة "منطقة عسكرية مغلقة". واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الكابتن بنيامين روتلند في تصريح لوكالة فرانس برس "ان الهدف من هجومنا هو تحسين الوضع الامني للمنطقة المجاورة لقطاع غزة على المدى الطويل". واضاف ان العمليات العسكرية الجارية تهدف ايضا الى "تعزيز طاقات الردع للجيش". وقتل عشرة فلسطينيين على الاقل واصيب 40 آخرون بجروح في سلسلة جديدة من الغارات الجوية الاسرائيلية استهدفت مباني وزارية واجهزة امنية ليل الاثنين الثلاثاء في قطاع غزة، على ما افاد الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية وكالة فرانس برس. وقدر حسنين حصيلة الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة منذ انطلاقها السبت الماضي ب 360 قتيلا على الاقل و1690 جريحا. واستهدفت عشرات الغارات الجوية الاسرائيلية (اربعين غارة على الاقل) مباني في قطاع غزة وخصوصا منشآت تابعة لوزارات او اجهزة امنية، على ما افادت مصادر في حركة حماس وشهود. وبين اهداف هذه الغارات التي تركز معظمها على وسط مدينة غزة مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة ووزارات الدفاع والخارجية والمالية والجامعة الاسلامية التي كانت ضربت الاحد وناد يرتبط بحركة فتح، بحسب مسؤولين في حماس وشهود. واضافت المصادر ذاتها ان وزارة الخارجية في الحكومة المقالة برئاسة محمود الزهار احد ابرز قيادات حماس، دمرت بالكامل اضافة الى المباني المجاورة وكذلك مبنى وزارة المالية. واندلعت حرائق في هذه المباني. واضافت المصادر ان الغارات دمرت مصنعا للمعادن واصابت باضرار عشرة منازل مجاورة. كما تم تدمير مبنى للمجلس البلدي في بني سهيلة جنوبغزة اضافة الى مراكز شرطة القرارة وبيت حانون وبيت لاهيا. واستهدفت الغارات منزل اسرة لقيادي في لجان المقاومة الشعبية غير انه كان فارغا على الارجح، بحسب المصادر ذاتها. كما استهدفت الغارات مواقع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في شرق مدينة غزة وغربها. واصيبت في الغارات سيارات اسعاف كانت تحاول التوجه الى مقر وزارة الخارجية لنجدة ضحايا محتملين، بحسب الطبيب حسنين. وكان الطبيب معاوية حسنين قال في وقت سابق قبل غارات المساء "استشهد 345 شخصا منذ السبت وحتى مساء الاثنين اضافة الى اصابة نحو 1600 اخرين بينهم نحو مئتي جريح في حالات خطرة او حرجة". وسقط قتيل مساء الاثنين عندما قتل ناشط فلسطيني واصيب اثنان اخران في غارة جديدة شنتها مروحية اسرائيلية استهدفت مجموعة من المقاتلين في حي الزيتون في مدينة غزة. واوضح الطبيب حسنين ان مقتل 12 فلسطينيا في غارتين جويتين الاثنين، رفع عدد القتلى بشكل سريع.واستهدفت الغارة الاولى منزل ناشط في كتائب القسام الجناح العسكري لحماس والثانية سيارة لم تتضح حتى الان هوية من كانوا فيها. وقال متحدث عسكري ان القوات الجوية دمرت ايضا شاحنة تقل صواريخ من طراز "غراد" في منطقة مخيم جباليا بشمال قطاع غزة. واثر مشاورات عقدها مساء، كرر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تهديداته لحماس.وقال في بيان "اذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ الاجرامي على اسرائيل ومواطنيها بالكامل، فان اسرائيل ستلجأ الى كل السبل وكل انماط التحرك القانونية التي تملكها لاجبار العدو على وضع حد لاعتداءاته غير القانونية". وكان باراك اعتبر في وقت سابق امام الكنيست (البرلمان) ان الاسرائيليين "يخوضون حربا من دون هوادة ضد حماس وحلفائها". واكد نائب رئيس الوزراء حاييم رامون ان "هدف العملية هو اسقاط نظام حماس".وقال مساعد رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان هاريل في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام "بعد العملية، لن يبقى اي مبنى لحماس في غزة". واضاف "لا نستهدف فقط الارهابيين ومنصات اطلاق الصواريخ بل كل حكومة حماس. نستهدف مباني رسمية والقوى الامنية ونحمل حماس مسؤولية كل ما يحصل ولا نميز بين مختلف اجنحتها". وتهدف العملية العسكرية الاسرائيلية بحسب اسرائيل الى وضع حد لعمليات اطلاق الصواريخ على اراضيها من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ حزيران/يونيو 2007. من جهته، اعلن البيت الابيض ان اسرائيل تتحرك في قطاع غزة في اطار "الدفاع عن النفس" وانها لا تنوي اعادة السيطرة على القطاع، مطالبا حركة حماس بوقف العنف.وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة كوندوليزا رايس اجرت مباحثات هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومسؤولين غربيين اخرين في محاولة لارساء وقف لاطلاق النار بين الدولة العبرية وحماس. وبعد سلسلة من الغارات الليلية شاركت فيها قطع بحرية اسرائيلية قبالة غزة، شن الطيران الاسرائيلي غارات اضافية الاثنين مدمرا خصوصا مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية. وقتل ايضا اثنان من قادة حركة الجهاد الاسلامي.وليلا، قصفت مقاتلة اسرائيلية الجامعة الاسلامية في غزة التي تعتبر معقلا لحماس ودمرت مسجدا في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة. وقتلت في هذه الغارة خمس شقيقات من عائلة واحدة عندما انهار المسجد على منزلهن المتواضع.واكد كريستوفر غونيس المتحدث باسم وكالة الاممالمتحدة لغوث اللاجئين نقلا عن مصادر استشفائية مقتل 57 مدنيا بينهم 21 طفلا وسبع نساء على الاقل.وفي رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيدعو "كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس للتشاور حول الاحداث الأليمة في قطاع غزة". وافاد مراسلو فرانس برس ان اسرائيل حشدت في الساعات ال24 الاخيرة قوات ومدرعات عند مشارف قطاع غزة. واعلن الجيش الاسرائيلي الشريط الحدودي مع قطاع غزة "منطقة عسكرية مغلقة"، بحسب متحدث عسكري. وغالبا يشكل هذا النوع من الاجراءات مؤشرا الى شن عمليات برية. ولم تحل العملية الاسرائيلية دون سقوط مزيد من الصواريخ الاثنين في جنوب اسرائيل. وقتل عربي اسرائيلي وجرح ثمانية اخرون بينهم عرب اسرائيليون في سقوط صاروخ فلسطيني من نوع غراد في عسقلان جنوب اسرائيل، على ما افادت اجهزة الاسعاف الاسرائيلية. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة عنه "قصف مدينة المجدل المحتلة باربعة صواريخ غراد". وتقع عسقلان على بعد 13 كلم من قطاع غزة. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الصاروخ الذي اطلق على المدينة من نوع "غراد" ويتميز عن صواريخ قسام التي تطلقها المجموعات الفلسطينية المسلحة عادة بان مداه اطول ويصيب هدفه بمزيد من الدقة.وقضت اسرائيلية كانت اصيبت في اطلاق صاروخ فلسطيني مساء الاثنين على مدينة اشدود جنوب اسرائيل، متأثرة بجروحها، على ما افاد مصدر طبي اسرائيلي. واصيب اربعة اسرائيليين آخرين في اطلاق هذا الصاروخ على اشدود المدينة التي تقع على بعد 30 كلم شمالي قطاع غزة. وكان اسرائيلي قضى متأثرا بجروحه اثر اطلاق صاروخ على مستوطنة نحال عوز (جنوب) في وقت سابق أمس. وبذلك فقد قتل اربعة اسرائيليين في عمليات اطلاق نار فلسطيني منذ بداية الحملة العسكرية التي اطلقتها اسرائيل السبت ضد حماس في قطاع غزة.