لم تغر محاضرات مركز الأميرة العنود الحضاري التابع ل«مؤسسة الأميرة العنود الخيرية» المجتمع السعودي بقدر استمالتها لرجال السلك الديبلوماسي، ففي الضفة اليمنى داخل المسجد يوجد عدد لا يستهان به من الديبلوماسيين يحضرون للاستفادة من المواد العلمية المقدمة في ذلك المسجد الحديث في نشأته. ربما كان لطبيعة العناوين المطروحة دور في حضور السلك الديبلوماسي لهذه الندوات والمحاضرات، إذ تناولت تلك الندوات الأندلس كجسر حضاري بين العالم الإسلامي والأوروبي، كانت من تقديم عضو هيئة التدريس في جامعة «الإمام» مدير المركز الثقافي الإسلامي في إسبانيا سابقاً الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الزيد، كما تناول عضو الجمعية الفقهية المتخصص في الإصلاح بين الناس عبدالرحمن بن عبدالعزيز المحرج، حقوق الإنسان في الإسلام، في حين تناول وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، الإعجاز العلمي في القران الكريم، أما آخر محاضرة فكانت بعنوان «السنة النبوية وقضايا العصر» لعميد المركز العالمي للإعجاز العلمي في القران والسنة الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي. من جابنه، أوضح الأمين العام للمركز الدكتور يوسف الحزيم أن الهدف من إقامة ذلك المجلس كان إبراز المعالم المشرقة في ديننا الإسلامي، والبرهنة على قدرة الإسلام على التعايش مع منتجات العصر والتطوير والحضارة الإنسانية، مشيراً إلى أن «ديننا دين تعايش وعليه يتوجب إبرازه بالشكل الذي يليق به أمام الغرب». وتعد مؤسسة العنود الخيرية مؤسسة سعودية خيرية خاصة، تعمل داخل المملكة العربية السعودية، وتهدف إلى تأسيس وتنمية الأوقاف بأعلى معدلات الاستثمار كفاءة، لتنفيذ وصية الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي -رحمها الله- من خلال شراكتها بمؤسسات المجتمع المحلي في المناطق النائية، معتمدة على فريق محدود لكنه فعال، ومن أبرز المشاريع التي تعمل عليها الأضحية، ورعاية الأقارب، وعمارة المساجد وسقيا المياه وإفطار صائم ووجوه البر الأخرى، وبناء الشراكة المجتمعية مع مؤسسات العمل الخيري والمدني، وتأهيل وتنمية القيادات السعودية الشابة لأغراض العمل الخيري وغير ذلك من وجوه الخير. وكانت مؤسسة العنود الخيرية التي أسسها أبناء الملك فهد رحمه الله لصالح والدتهم رحمها الله، إلى جانب نشاطها الخيري، تقوم بجهود كبيرة في نشر التراث العلمي والشرعي، لعلماء السلف، ومدونات الفقه والتفسير والعقيدة المحررة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية.