دمشق، عمان، نيويورك - رويترز، أ ف ب - أكد الرئيس السوري بشار الأسد للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، أن عمليات الجيش والشرطة ضد المحتجين السوريين توقفت، لكن ناشطين أكدوا سقوط 24 قتيلاً حتى فجر أمس، فيما دعت قوى المعارضة إلى تظاهرات اليوم أطلقت عليها «جمعة بشائر النصر». وأعلنت الأممالمتحدة في بيان انه اثناء اتصال هاتفي مع الاسد مساء أول من أمس، عبَّر بان عن «الانزعاج لأحدث التقارير عن استمرار انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان واستخدام مفرط للقوة من جانب قوات الامن السورية ضد المدنيين». وقال البيان: «أكد الامين العام على أن كل العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية يجب أن تتوقف على الفور. والرئيس الاسد قال ان عمليات الجيش والشرطة قد توقفت». وتحدث بان مع الأسد عشية اجتماع مجلس الأمن، الذي يفترض أن يكون عقد في وقت متقدم من مساء أمس، وأكد ديبلوماسيون في نيويورك أن رئيسة لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي ستطلب خلاله أن تحقق المحكمة الجنائية الدولية في القمع الدموي للاحتجاجات في سوريا. وجدّد بان المطالبة بإجراء «تحقيق مستقل في كل عمليات القتل والعنف التي أفيد عنها» وبتوفير «حرية دخول وسائل الاعلام» إلى سورية. وأوضح ديبلوماسي غربي في دمشق، أن «الأسد يحاول اقناع تركيا بأن الهجمات توقفت، مما قد يساعد أيضاً على تهدئة الولاياتالمتحدة، ظناً منه أن بإمكانه منع واشنطن مجدداً من دعوته للتنحي، لكن العمليات لم تتوقف». وأشار إلى أن «التقارير عن أوضاع الاحتجاز والتعذيب تثير قلقاً متزايداً. يحصر الأسد نفسه في زاوية باستخدامه المزيد والمزيد من العنف وتأليب السوريين عليه». وأكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «إطلاق رصاص سمع في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية صباح (أمس) لوقت قصير وتوقف بعد ذلك». وقال ناشطون إن محتجَّيْن قُتلا بالرصاص من قبل ميليشيا موالية للأسد أول من أمس بعد صلاة التراويح في مدينة حمص، ونفذت قوات الأمن هجمات على أحياء في حماة والعاصمة دمشق. ورغم أن السلطات السورية أعلنت انسحاب الجيش من حماة ودير الزور، فإن سكاناً يقولون إن وحدات عسكرية مازالت موجودة في المدينتين ويستمر الاعتقال وإطلاق النار. ومازال الجيش موجوداً في حمص ومدينة اللاذقية الساحلية، رغم إعلان وزارة الداخلية انتهاء العمليات في اللاذقية أول من أمس بعد اربعة أيام من القصف البري والبحري. وأشار سكان في حماة إلى أن قوات سورية اقتحمت منازل في حي القصور أثناء الليل بينما اقتحم مئات من قوات الشرطة والشبيحة حي ركن الدين في دمشق. وفي مدينة درعا الجنوبية حيث اندلعت أولى الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي، قال أحد السكان إن دبابات وعربات مدرعة تقف عند مداخل المدينة وفي الميادين الرئيسية في انحاء الحي القديم في درعا. وأضاف أن قوات الأمن دهمت منازل في حي السبيل اثناء الليل. وذكر ناشطون أن قوات سورية على الحدود مع تركيا أطلقت النار على قرية بداما لوقف حركة النازحين من اللاذقية الى الحدود. وقال «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إن 24 مدنياً قتلوا أول من أمس. وأشار سكان في مدينة اللاذقية المحاصرة إلى ان قوات سورية اقتحمت منازل في حي سني أول من أمس واعتقلت مئات الاشخاص ونقلتهم الى ملعب لكرة القدم بعد هجوم استمر أربعة أيام لقمع الاحتجاجات. ودعا ناشطون على صفحات «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إلى تظاهرات اليوم تحت عنوان «جمعة بشائر النصر». وكتبت إحدى الصفحات البارزة: «من قلب الحصار تلوح بشائر الانتصار»، في إشارة إلى المدن التي تمت محاصرتها من قبل الجيش السوري. ودعت أخرى إلى «تكثيف التظاهرات اليومية والالتزام بالمقاطعة الاقتصادية وتحفيز الجنود على الانشقاق». وقال خبير اجنبي مقيم في دمشق، إن الخطة العسكرية تغيرت منذ بداية شهر رمضان، موضحاً أن «الجيش النظامي يقوم بمحاصرة المدن قبل اقتحامها وتقوم الاجهزة الامنية والعناصر الموالية للنظام بترهيب السكان قبل ان تشن القوات الخاصة حملة اعتقالات تشمل اشخاصا محددين بحسب قوائم اسمية». واضاف أن «هذه الخطة الرهيبة تؤدي الى نتائج ملموسة على الامد القصير». واستمرت التظاهرات الليلية مساء أول من أمس في مدن عدة. وتحدث المرصد عن «تظاهرة جرت مساء الاربعاء في حي عرنوس في دمشق ضمت العشرات قام رجال الامن بتفريقها واعتقال تسعة متظاهرين». وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات في قطنا والتل والزبداني وفي عدد من احياء حلب (شمال) وسراقب الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) ودرعا وبعض مدن ريفها وفي طيبة الامام الواقعة في ريف حماة (وسط) «تضامناً مع اللاذقية».