رام الله - ا ف ب - قال القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي، الذي ينفذ عقوبة السجن المؤبد في سجن اسرائيلي، ان استخدام حق النقض الاميركي (الفيتو) ضد مطلب الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم هو «إرهاب» ضد المجتمع الدولي. واعتبر ان «استمرار الانقسام (الفلسطيني) يصل الى حد الفضيحة». وقال البرغوثي في مقابلة حصرية مع وكالة «فرانس برس» في سجنه عن طريق عدد من محاميه، ان استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض سيشكل «نقطة فاصلة في العلاقة الاميركية - الفلسطينية والتوقف عن الرهان على الدور الاميركي في عملية السلام». وأضاف أن «تصويت الولاياتالمتحدة واستخدام الفيتو هو إرهاب وعدوان على إرادة المجتمع الدولي، وابتزاز من الولاياتالمتحدة للأسرة الدولية، خصوصاً أن اربعة أخماس سكان العالم سيصوتون إلى جانب الدولة الفلسطينية». وقال إن «الولاياتالمتحدة ستخسر عندما تضع نفسها في مواجهة المجتمع الدولي دفاعاً عن الاحتلال والاستيطان ونظام التمييز العنصري في اسرائيل»، و «ستواجه بلا أدنى شك تظاهرات احتجاجية في أعقاب الفيتو في العالمين العربي والاسلامي ومن جميع الأحرار ومحبي السلام والعدل في العالم». واعتبر ان خطوة التوجه للامم المتحدة وحدها «لن تنجز الحقوق الوطنية الفلسطينية»، لكنها «خطوة فلسطينية عربية ودولية مهمة وتشكل نقلة نوعية وخطوة اولى باتجاه إستراتيجية جديدة للعمل الفلسطيني» تكمن في «تحرير القضية الفلسطينية من احتكار الولاياتالمتحدة والابتزاز الاسرائيلي والاستعانة بالمجتمع الدولي لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية». وتوقع البرغوثي ان تؤثر الثورات العربية الديموقراطية على الاراضي الفلسطينية في حال استخدمت الولاياتالمتحدة «الفيتو»، داعياً الفلسطينيين الى «تصعيد وتوسيع دائرة ووتيرة المقاومة الشعبية السلمية في هذه المرحلة المهمة، وضرورة انخراط الجميع فيها». كما دعا «الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والامة العربية والاسلامية وكافة الأحرار ومحبي السلام والحرية والعدل في العالم» الى «اطلاق أوسع تظاهرات شعبية مليونية اثناء التصويت في الاممالمتحدة على عضوية دولة فلسطين كاملة السيادة». واعتبر ان «استمرار الانقسام (الفلسطيني) يصل الى حد الفضيحة، والمطلوب أن يتم، استعداداً للتوجه للأمم المتحدة، إنجاز الحكومة الفلسطينية، ومن غير المعقول تعطيل الوحدة الوطنية بسبب الفشل في تشكيل حكومة ذات مهمات محددة». وقال: «المؤسف ان بعض القيادات لا يدرك أننا مازلنا في مرحلة تحرر وطني ويقفز عن هذه الحقيقة، حيث ان هذه المرحلة تتطلب شيئاً بديهياً هو وحدة الشعب ووحدة فصائله وقواه السياسية وقواه الاجتماعية في مواجهة الاحتلال». وأضاف: «من المؤسف النزاع والتقاتل على سلطة تحت الاحتلال وفي ظل هذا العدوان والاستيطان الرهيب واستمرار تهويد القدس واستمرار الحصار وعمليات الاعتقال والقتل». واعتبر البرغوثي، ان «الحكمة تقتضي استمرار خيار المقاومة الشعبية السلمية في هذه المرحلة، نظراً الى التطورات الفلسطينية والعربية خصوصاً، والوضع الدولي عموماً». وأضاف ان «المطلوب هو تعزيز ودعم وإسناد خيار المقاومة الشعبية السلمية على المستويات كافة وانخراط القيادات والمؤسسات والفصائل والشخصيات والقوى فيها حتى تنتقل هذه المقاومة الشعبية نقلة نوعية ولا تبقى في اجزاء محدودة». وتابع ان هذه المقاومة «تتطلب ارادة سياسية من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة وتوفير كل متطلبات الدعم والمساندة، على ان يترافق ذلك بموقف سياسي صريح وواضح ونهائي بالرفض القاطع لأسلوب المفاوضات الفاشل خلال عقدين من الزمن». ودعا البرغوثي الى وضع اشتراطات على اي مفاوضات مقبلة هي ان «تكون تحت رعاية الاممالمتحدة بعد التزام اسرائيل إنهاء الاحتلال والاستيطان والانسحاب لحدود عام 1967 والاعتراف بالقرار الدولي الرقم 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين والإفراج الشامل عن جميع الاسرى والمعتقلين». وقال إن «إجراء أي مفاوضات قبل التزام إسرائيل الكامل بهذه الشروط وبسقف زمني لا يتعدى اشهراً عدة، هو استمرار العيش بأوهام لا طائل من ورائها». وذكر اسم البرغوثي ضمن أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين يجري التفاوض للإفراج عنهم لقاء اطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت، وقال إن «حكومة اسرائيل هي التي عطلت صفقة التبادل، ونحن نثمن موقف الفصائل الآسرة لشاليت والتي تتمسك بالإفراج عن جميع الأسماء التي طالبت بها في قائمة التبادل والتي تضم 450 مناضلاً». وأضاف: «لا يوجد أي خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على هذه القائمة التي تشمل الأسرى القدامى وأسرى القدس وال 48 والأسيرات والمرضى والقيادات السياسية، وجميعهم من أحكام السجن المؤبد مدى الحياة ومن الأحكام العالية». وأكد ان «الاسرى بكافة فصائلهم يدعمون موقف الفصائل الآسرة للجندي الاسرائيلي، والتمسك بتحرير جميع الاسرى التي وردت اسمائهم في القائمة وعدم التنازل عن أي أسير منهم».