رفض مدير الإعلام والنشر والمتحدث الرسمي للشؤون الثقافية محمد عابس أن تكون فكرة منع التكتلات في انتخابات الأندية الأدبية على مستوى المملكة لا تتماشى مع روح الانتخابات والديموقراطية، إذ قال: «هذا غير صحيح، فلو كانت الوزارة غير راغبة في إجراء الانتخابات لما وافقت على إجرائها والتعجيل ما أمكن لتحقيق ذلك، والوزارة لم تمنع وإنما نصت اللائحة على ذلك وقد خضعت لتمحيص واشتراك وتدقيق لسنوات عدة بإسهام مثقفين وقانونيين وأدباء ورؤساء أندية». وأضاف «ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة حريص على نجاح التجربة وإنهاء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي، ويتابع التفاصيل كافة التي يتولاها وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الدكتور ناصر الحجيلان، ولا بد من التأكيد على أن الثقافة هم وطني وواجب إنساني وحضاري يجب على الجميع أن يقوم به كل حسب إمكاناته». ونفى عابس أن يكون من شروط العمل الديموقراطي التكتلات «والتي يمكن أن تسبب مشكلات على الثقافة والمثقفين، فمن يريد خدمة العمل الثقافي يمكن أن يرشح نفسه وأن يرشح من يراه مناسباً للقيام بهذه المهمة والتصدي لواجباتها، والثقافة كل لا يتجزأ وليست على سبيل المثال كالغرف التجارية التي تشتمل على فئات التجار والصناعيين والمزارعين، وإنما تتكون الأندية من أدباء ومثقفين يشكلون كتلة واحدة حتى لو اختلفت توجهاتهم المعرفية أو الفكرية ونحو ذلك، وقد نصت اللائحة على منع التكتلات المعلنة أما التكتلات غير المعلنة فلا يمكن منعها لأنها تحدث باتفاقات خاصة وسرية بين بعض الأعضاء للتصويت لأسماء معينة». وأضاف «وبحكم أن هذه التجربة هي الأولى على مستوى الأندية فسوف تقوم الوزارة - ممثلة في الشؤون الثقافية - بدراسة نتائجها عطفاً على دراسة اللائحة وإجراء ما يناسب من تعديلات تعزز من نجاح العمل الثقافي وتعلي من صوت ثقافة الوطن وتكرس قيام الأدباء والمثقفين بإدارة مؤسساتهم الثقافية دون تدخل الوزارة كما صرح بذلك غير مرة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان». ويأتي حديث عابس بعد ثلاثة انتخابات جرت في الأندية الأدبية، في كل من مكة والجوف وحائل ونجران، وشعر المثقفون فيها أن هناك تشتتاً يعتلي العملية الانتخابية، ما جعل الأصوات تتجه لأشخاص خارج الوسط الثقافي، ما ينبئ بخروج هذه الأندية عن خط سيرها الذي أُنشئت من أجله. إضافة إلى ما يتردد عن وجود قوائم وتحالفات سرية جرت في تلك الانتخابات الثلاثة، على رغم المنع الذي لوحت به اللائحة منذ البداية. وشكلت فكرة نشر البرامج الانتخابية للمرشحين والترويج لها عقبة أخرى في خط سير الانتخابات، وهذا ما رد عليه عابس بقوله: «لقد كفلت لائحة الأندية الأدبية الحقوق كافة لكل من تنطبق عليه شروط الترشح لعضوية مجلس الإدارة، وفي الوقت نفسه فإن عليه واجبات يجب أن يلتزم بها لضمان النزاهة والحياد وتقديم مصلحة الوطن الثقافية على ما دونها من مصالح ذاتية، إذ نصت اللائحة على جملة من الحقوق والواجبات، منها: احترام أنظمة الدولة وتقاليد المجتمع، وعدم التعرض بالنقد أو التجريح إلى أي من الناخبين أو المرشحين الآخرين، وعدم استخدام المرافق العامة وما في حكمها لأغراض الإعلان عن مرشح، كذلك أن تكون الحملات الانتخابية للمرشحين فردية، ولا يجوز الاتفاق بين المرشحين على قوائم انتخابية موحدة أو التضامن فيما بينهم». وعن الوسائل التي يحق للمرشح من خلالها الإعلان فيها عن نفسه وعن برنامجه، قال: «الدليل التعريفي بالمرشحين ويتضمن اسم المرشح ومؤهلاته وخبراته ورؤيته للنادي، وهذا الدليل المشار إليه في اللائحة يمكن توزيعه عن طريق البريد». يذكر أنه لم تنشر برامج انتخابية لأي من المرشحين لعضوية مجلس إدارة الأندية الأدبية سوى في أدبي مكة، وذلك عبر موقع النادي الرسمي، والتي عبر عنها المراقبون أنها هزيلة ولا ترتقي للمستوى المأمول لهذه التجربة، إذ لم تتضمن هذه البرامج رسالة وهدفاً ورؤية ومقترحات مستقبلية.