القاهرة، تونس، طرابلس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تسارعت الاتصالات السياسية في الساعات الأخيرة في محاولة لايجاد حل للصراع في ليبيا. وكشفت مصادر عن إجراء ممثلين عن الزعيم الليبي معمر القذافي ومعارضيه محادثات سرية في تونس ليل أول من أمس. ووصل مبعوث الامين العام للامم المتحدة الخاص لليبيا عبد الاله الخطيب الى تونس الاثنين للمشاركة في هذه المحادثات حول مستقبل ليبيا. وسيلتقي الخطيب اليوم وزير الخارجية التونسي المولدي الكافي على ان يلتقي بعد ذلك الاطراف الليبية. وافادت مصادر متطابقة بأن ممثلين عن الثوار ونظام القذافي التقوا ليل الأحد - الاثنين في فندق في جربة. وافادت وكالة الانباء التونسية الرسمية ان وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية الليبيين احمد حجازي وابراهيم شريف مكثا الاحد في جربة حيث انضما الى وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي. واكدت الوكالة ان المفاوضات جارية «مع عدد من الاطراف الاجنبية». وذكر مصدر موثوق به ان مبعوثاً عن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، حليف القذافي، يشارك كذلك في المحادثات. وتأتي هذه التطورات فيما سرت إشاعات عن مغادرة وشيكة للقذافي للبلاد في غمرة التقدم الذي يحرزه الثوار على عدد من الجبهات وتضييقهم الخناق على طرابلس بعد السيطرة على الطريق الرئيسية للامدادات. في غضون ذلك، وصل نائب وزير الداخلية الليبي ناصر مبروك عبد الله الى القاهرة أمس بصحبة 9 من أفراد عائلته على متن طائرة خاصة آتية من جربة (بالقرب من الحدود التونسية)، وسط تأكيدات بأنه طلب من السلطات المصرية الحصول على حق اللجوء السياسي. وعين عبد الله نائباً لوزير الداخلية في ليبيا في حزيران (يونيو) الماضي. وسبق ان تسلم منصب وزير الداخلية قبل ان يقال العام 2006 بسبب القمع الشديد الذي تعرضت له تظاهرة ضد قنصلية ايطاليا في بنغازي ما ادى الى مقتل نحو عشرة اشخاص. ميدانياً، عزز الثوار مكاسبهم العسكرية بسيطرتهم الكاملة على كامل القسم الشرقي من البريقة، فيما المعارك لا تزال تدور مع قوات القذافي في قسمها الغربي، بعدما سيطروا على الزاوية وصرمان وغريان، الأمر الذي جعلهم يضيقون الخناق على طرابلس عبر السيطرة على طرق الامدادات الرئيسية اليها. وقصفت القوات الموالية للقذافي أمس وسط الزاوية ب 6 صواريخ «غراد» بعد ساعات من اعلان الثوار سيطرتهم على القسم الاكبر منها، ما اشعل تبادلا كثيفا للقصف المدفعي بين الطرفين. وفي المقابل تحدى العقيد القذافي مجدداً الثوار والحلف الاطلسي، متوقعاً «نهاية قريبة» لهم، وحض أنصاره في رسالة صوتية صباح أمس على «تحرير ليبيا.