كتبت قبل أكثر من عام تقريراً (تضمن جانباً بحثياً وإحصاءً مهماً) عن فرص الكويت والمنتخبات العربية في مونديال «جنوب أفريقيا 2010» بعنوان: حظ الأزرق... بين المربوط و «المتفلت»، وجاء في خاتمته: «في العام الماضي، خرجت كل منتخبات عرب آسيا من سباق التصفيات الأولمبية، وطارت بطاقات آسيا الثلاث الى كوريا الجنوبية، اليابان واستراليا، وغاب عرب آسيا عن مسابقة كرة القدم الأولمبية للمرة الأولى منذ ظهورهم الأول في «موسكو1980»، ولذلك فأن الإعداد لحملة «جنوب أفريقيا 2010 «يتطلب من جميع المنتخبات العربية أن تكون جدية حتى لا تضيع التذاكر المونديالية بعد ضياع التذاكر الأولمبية! أنه احتمال قائم لاسيما في وجود أستراليا، كوريا الجنوبية، اليابان، إيران والصين، وكلها فرق اعدت العدة للمنافسة على التذاكر الخمس المتاحة للقارة، فما بال فريق (الأزرق) أحلامه ترهق واقعه، وواقعه يهرب من الحقيقة. إنها حزمة من الأرقام والدراسات نسوقها اليوم حتى لا تكون صحوتنا غداً... صحوة المتفجّع لا سمح الله (الى هنا انتهى التقرير). وأخيراً حجزت كوريا الشمالية (المفاجأة) البطاقة الآسيوية المباشرة المتبقية الى المونديال، لتنضم الى كوريا الجنوبية، اليابان واستراليا تاركة للفريقين العربيين السعودي والبحريني الطريق الجبري المتبقي للاستدلال على «جنوب افريقيا 2010»، بل كان السيناريو أقرب الى مشهد مأساوي لو نجح كيم كوم ايل في التعامل مع الكرة التي سنحت له في اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع، ولو فعل لأخذ السعوديون إجازة صيف طويلة على غير العادة. هذا الحضور العربي المتواضع في بطولتين عالميتين متتاليتين (الاولمبياد وتصفيات المونديال)، سيفرض على العرب في آسيا، إعادة النظر في أسلوب التخطيط المتبع حالياً، الذي كشف الكثير من السلبيات، عجزت عن مواراته كل الحلول الترقيعية. فالسعودية (المعنية أكثر من غيرها بحكم تاريخها الكروي المجيد)، عانت للمرة الأولى منذ ظهورها الأول في الولاياتالمتحدة 1994، في المباريات التي لعبتها على أرضها، فخسرت من كوريا الجنوبية، وتعادلت مع إيران، وكانت أقرب ما تكون الى الخسارة أمام الإمارات حتى الدقيقة 70 من عمر المباراة، ثم جاء الدور على كوريا الشمالية أول من امس! الأخضر لم يكن كذلك في البطولات الأربع التي وصل لنهائياتها، وعلى رغم الجهود التي بذلها المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو في المباريات الأربع الأخيرة وجمعه 8 نقاط من أصل 12 نقطة، إلا أن البداية السيئة في عهد سلفه الوطني ناصر الجوهر (جمع 4 نقاط من 12 نقطة) اثرت في حظوظ الأخضر، فضلاً عن ان القائمين على شؤون الفريق (ادارياً وفنياً) لم يدركوا باكراً ان استبعاد لاعب بثقل محمد نور في النصف الاول من التصفيات الحاسمة، هو قرار لا يشبهه الا قرار مدرب الارجنتين دييغو مارادونا الغريب استبعاد خوان رومان ريكيلمي! كلمة أخيرة الفرصة قائمة... [email protected]