بنغازي، اجدابيا - أ ف ب، رويترز - اعلن الثوار الليبيون احراز تقدم عسكري مهم في غرب ليبيا وشرقها، تمثل بوصولهم مساء أمس الى مشارف مدينة الزاوية الساحلية التي تبعد نحو 50كلم غرب العاصمة، فضلاً عن السيطرة على مدينة غريان الاستراتيجية الواقعة إلى الجنوب من طرابلس. لكن حكومة العقيد معمر القذافي اكدت ان الزاوية «تحت سيطرتنا تماما» وتم رد «مجموعة صغيرة من المتمردين». في موزاة ذلك، استمرت المعارك على جبهة البريقة ما أسفر عن مقتل أكثر من 21 مقاتلاً في صفوف الثوار خلال اليومين المنصرمين. وكان الثوار وصلوا صباح أمس الى مشارف الزاوية بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية ودفعوها الى التراجع نحو 7 كيلومترات عن مواقعها السابقة، لتنشأ جبهة مواجهة جديدة على بعد نحو خمسة كيلومترات شمال قرية بئر شعيب، حيث تجمع نحو 150 مقاتلاً وأقاموا نقطة تفتيش على الطريق. وذكرت مصادر الثوار ان التهامي خالد، مسؤول الاستخبارات في قوات القذافي في الزاوية، هرب الى تونس. وتقع الزاوية على الطريق الرئيسية المؤدية الى الحدود التونسية، وتشكل خط امداد حيوياً لليبيا علماً أن تونس بدأت بتشديد رقابتها على تهريب البنزين. كما انها تمثل موقعاً استراتيجياً يوفر للثوار السيطرة على المناطق الساحلية ومنع العاصمة من الاتصال بالعالم الخارجي بحراً. وسبق للزاوية ان انتفضت مرتين ضد قوات القذافي منذ آذار (مارس)، لكن القوات الحكومة تمكنت من إخماد الانتفاضتين. وفي جبل نفوسه، اعلن الناطق باسم المجلس العسكري العقيد طيار جمعة إبراهيم مْداكِم إن مقاتليه تمكنوا من السيطرة بالكامل على مدينة غريان الاستراتيجية، جنوبطرابلس، وطردوا كتائب القذافي التي كانت مرابطة في هذه المدينة التي يمر منها طريق إمدادات يربط الصحراء الليبية بعاصمة البلاد. في غضون ذلك تواصلت الاشتباكات بين الثوار وقوات القذافي على جبهة البريقة، حيث قتل أكثر من 21 مقاتلاً من الثوار واصيب العشرات. وتسعى المعارضة، التي سيطرت الخميس على المناطق السكنية في البريقة الجديدة، الى الوصول الى الميناء الذي يبعد 15 كيلومتراً، حيث تسيطر قوات القذافي على مرفأ التصدير ومحطة التكرير في المدينة، علماً أن المعارضة والقوات الحكومية تبادلتا السيطرة على البريقة اكثر من مرة خلال القتال الذي اندلع في الشرق قبل شهور. الى ذلك، افاد عقيد في الجيش الليبي استسلم قبل شهرين للثوار بوجود انقسامات داخل نظام القذافي الذي بات بحسبه على وشك الانهيار. وقال العقيد وسام ميلاد، في معسكر في مصراتة يعتقل فيه اسرى الحرب، ان قوات القذافي تبقى متماسكة بالاكراه وتحت ضغط المرتزقة، مشيراً الى انقسامات داخلية عدة. واضاف ان «النظام سيتداعى قريباً» مقدماً صورة نادرة عن القوات الموالية للقذافي التي تتشكل على حد قوله من ثلاثة اجنحة، من النظاميين والميليشيات والمرتزقة. ولفت الى ان»الجنود الليبيين بدأوا يتقاتلون مع المرتزقة الاجانب، وهناك مشكلات كثيرة». واضاف ان «القذافي يخسر الآن بسبب ذلك». واكد: «في وحدتي كان هناك الكثير من المرتزقة. ولكنهم لا يقاتلون مع الجيش، بل يطوقونه ولا يسمحون لأحد بالفرار. وان قمت بذلك قتلوك». الى ذلك، اتهمت ليبيا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب»اللعب على الكلام» بعدما أعلن انه على علم بجهود حلف شمال الاطلسي لتجنب سقوط ضحايا مدنيين بعد يوم على دعوته جميع الاطراف الى ضبط النفس اثر ارتفاع عدد القتلى المدنيين «بشكل غير مقبول» في النزاع. واعتبر نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم بيان بان «غير مقبول» لانه لم يشر الى «مسؤولية الحلف الاطلسي عن القتلى المدنيين في ليبيا». واضاف ان «الطرف الوحيد الذي يجب لومه على الخسائر المدنية هو الحلف الاطلسي».