واشنطن - أ ف ب - أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن المسؤولين الأميركيين مقتنعون بأن «تنظيم القاعدة في اليمن» يسعى الى انتاج سم «الريسين» القاتل لاستخدامه في اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة، وان ناشطيه ضاعفوا جهودهم للحصول على كميات كبيرة من بذور الخروع الضرورية لانتاج السم. الى ذلك، رفض مسؤولون أميركيون آخرون معلومات أوردتها دراسة أجراها مكتب منظمة «صحافة التحقيقات» وتحدثت عن تسبب الغارات الجوية التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار في باكستان منذ عام 2004 للقضاء على المتطرفين، في مقتل مئات من المدنيين. واشارت «نيويورك تايمز» الى ان مسؤولي الاستخبارات الأميركية حصلوا على أدلة تشير الى ان ناشطي «القاعدة» يسعون حالياً الى نقل مخزوناتهم من البذور والخبراء المشاركين في العملية الى مكان سري في محافظة شبوة جنوب اليمن، من أجل وضعها داخل عبوات ثم تفجيرها في أماكن عامة مثل مراكز تجارية او مطارات او قطارات انفاق. وأضافت الصحيفة ان «الرئيس الأميركي باراك اوباما ومساعديه في مجلس الأمن القومي أبلغوا بهذا التهديد العام الماضي، وجرى تحديث معلوماتهم منذ ذلك الحين». لكنها نقلت عن مسؤولين كبار في مكافحة الارهاب الى ان لا مؤشر لهجوم وشيك بمادة «الريسين». ويشهد اليمن أزمة سياسية مفتوحة منذ اندلاع حركة احتجاج ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 سنة، وأبدى قادة عسكريون أميركيون مرات عدة قلقهم من ان يستغل «جهاديون» الفراغ في السلطة في صنعاء، لتوسيع نطاق عملياتهم وتعزيز نفوذهم في اليمن. وبعدما كشفت دراسة أعدتها منظمة «صحافة التحقيقات» التي تتخذ من نيويورك مقراً لها ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) شنت 291 غارة باستخدام طائرات بلا طيار خلال سبع سنوات، بينها 236 منذ تولي اوباما السلطة في كانون الثاني (يناير) 2009، وانها أدت الى مقتل 126 اسلامياً، وبين 385 و775 مدنياً ضمنهم 168 طفلاً، نفى مسؤولون أميركيون صحة هذه المعلومات، معتبرين انها خاطئة. وصرح أحد المسؤولين بأن «600 مسلح قضوا العام الماضي بينهم أكثر من 20 من قادة الارهاب في ساحة المعركة»، وقال مسؤول آخر إن «وكالات الاستخبارات اتخذت الاحتياطات اللازمة لتجنب قتل مدنيين، وان الطائرات الروبوتية مجهزة بصواريخ وكاميرات فيديو وأجهزة استشعار لضمان الدقة». ويشكك المسؤولون الأميركيون في أحد مصادر التقرير وهو المحامي الباكستاني ميرزا شهزاد أكبر الذي يقاضي «سي آي أي» نيابة عن مدنيين يقولون انهم «فقدوا ذويهم في هجمات أميركية»، ويؤكدون ان المحامي «صمم دعايته على تحميل المسؤولية للأميركيين الذين يعملون في باكستان وأفغانستان»، مبدين قلقهم من احتمال صلته بالاستخبارات الباكستانية.