بالتيمور - أ ف ب - المنزل صغير، إلا أنه ضم بين جدرانه لفترة، إدغار آلن بو، أحد أكبر الكتّاب الأميركيين، وقد حُوّل متحفاً في بالتيمور، إلا أنه مهدد بالإقفال ما يشكل «مأساة» تثير التعبئة في صفوف محبي الكاتب الذي يعتبر أبو الرواية البوليسية مع كتب مثل «ذا ميردررز إن ذا رو مورغ» و»ذا بورلويند ليتر». ويقول جيف جيروم، المسؤول عن المنزل الذي أقام فيه بو (1809-1849) أربع سنوات: «يمكننا أن نستمر حتى حزيران (يونيو) 2012 وبعد ذلك لا أعرف ماذا سيحل بنا». وكانت بلدية بالتيمور التي تدير المنزل-المتحف، أوقفت، قبل سنتين، دفع مبلغ 85 ألف دولار كان يشكل موازنة المتحف لأنها تعاني من «عجز تاريخي». ويقول المسؤول في البلدية، توم ستوسور: «اضطررنا إلى خفض نفقاتنا وحصرها بما هو أساسي، والأجهزة المالية لم تعتبر منزل بو من الأساسيات»، مؤكداً أن القرار «لم يتخذ بخفة». إنما، ومنذ اتخاذ القرار، يستمر المتحف في عمله بفضل التبرعات والهبات، إلا أن موارده بدأت تنضب. وعاش آلن بو في المنزل وهو شاب، من 1832 إلى 1836، مع عمته وجدّته، فضلاً عن نسيبته وزوجته فيرجينيا. وقد كتب في المنزل العديد من قصصه. والمنزل هو أقدم مقر إقامة للكاتب لا يزال قائماً حتى الآن، والكاتب مدفون على بعد مئات الأمتار منه. تبدو للداخل، على الرفوف، مجموعة أطباق كان سكان المنزل يستخدمونها للأكل، إضافة إلى مكتب نقّال، ونعي بو في صحيفة محلية، وبورتريهات. ويقع المنزل-المتحف بعيداً من وسط المدينة، ويستقبل خمسة آلاف زائر سنوياً. وبدأ محبو أعمال إدغار آلن بو بتعبئة الصفوف، فوردت إلى البلدية عريضة، تضم 5900 توقيع، وتطالبها بالعودة عن قرارها. وعرض فنان بيع لوحة غرافور، مستوحاة من قصيدة «الغراب»، وهي أشهر قصائد بو. وأطلق مطعم حملة «بينيز فور بو» (قروش من أجل بو). يعرب جيروم عن تفاؤله بالمستقبل، خصوصاً أن شركة متخصصة باشرت، بطلب من البلدية، في دراسة جدوى مشروع لإحياء المتحف.