طهران، أنقرة، باكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - احتجت باكو رسمياً لدى طهران، على تصريح «غير مسؤول» لرئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي، حذر فيه رئيس أذربيجان إلهام علييف من «مصير أسود، لاتخاذه إجراءات منافية للتعاليم الإسلامية». كلام فيروزآبادي أتى تعليقاً على إجراءات اتخذتها باكو التي تواجه صعود تيار إسلامي، بينها منع الحجاب في المدارس، قائلاً: «ثمة دول مجاورة ومسلمة علاقاتها جيدة بإيران، لم تحفظ معايير الصداقة، وأتاحت للصهاينة التغلغل فيها، وتُصدر الآن أوامر بمنع الأحكام الإلهية بين الشعب المسلم». واستدعت الخارجية الأذرية السفير الإيراني في باكو محمد باقر بهرامي، وأبلغته احتجاجاً رسمياً على هذا التصريح الذي اعتبرته «غير مسؤول»، مشددة على أن «المعلومات (الموجهة) ضد الشعب والدولة وأجهزتها الأمنية في أذربيجان، تتعارض مع العلاقات الثنائية الودية بين البلدين». وحضّ قائد قوات حرس الحدود في أذربيجان الجنرال إلشين قولييف فيروزآبادي على «التركيز على ضبط المجموعات التي تهرّب مخدرات وسلعاً أخرى» إلى أذربيجان من إيران، بدل «الإدلاء بتصريحات جاهلة وغير مهنية». وحرصت السفارة الإيرانية في باكو على إصدار بيان، نفت فيه أن يكون فيروزآبادي صرّح بما نُسب إليه، مشددة على أن التقارير في هذا الشأن هي مجرد «سوء فهم إعلامي». وانضم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني إلى السجال، إذ شدد على أن «استراتيجية الجمهورية الإسلامية تمثلت، منذ عهد الإمام الخميني، وما زالت حتى الآن، في إقامة علاقات وثيقة وصادقة وودية مع الدول الإسلامية والمجاورة». ودعا «المسؤولين إلى توخي الدقة في تصريحاتهم السياسية، بحيث لا تسيء إلى العلاقات مع الدول الإسلامية والمجاورة». من جهة أخرى، انتقد مناهضون للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، تعيينه علي سعيدلو نائباً للرئيس للشؤون الدولية، إذ أعاد ذلك فتح ملف انتهاج نجاد «سياسة موازية» لوزارة الخارجية الإيرانية، ما دفع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إلى التدخل، فتراجع الرئيس عن تعيين خمسة «مبعوثين خاصين» إلى مناطق مختلفة في العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، لكنه عيّنهم «مستشارين» له. واعتبر النائب محمد دهقان، عضو هيئة رئاسة البرلمان، تعيين سعيدلو «غير قانوني»، متسائلاً عن سبب انتهاج نجاد «سياسة موازية» لوزارة الخارجية. كما سخر موقع «عصر إيران» المؤيد للمحافظين من قول نجاد خلال إفطار لموظفي الرئاسة، إن 30 مليون إيراني أتوا إلى مقرّ الرئاسة خلال السنوات الماضية (منذ انتخابه للمرة الأولى العام 2005)، وطلبوا مساعدتهم في تسوية مشاكلهم. واعتبر نجاد ذلك دليلاً على «الجهد الشاق الذي يبذله موظفو الرئاسة». لكن «عصر إيران» شكك في إمكان مجيء 13700 شخص إلى مقرّ الرئاسة يومياً، معتبراً أنه لو تبيّن أن الرقم صحيح، فإن ذلك يعكس فشل العمل البيروقراطي في البلاد، ويشكّل «مصدر خجل وليس فخراً». على صعيد آخر، أعلنت أنقرة إخماد حريق سبّبه تفجير في خط أنابيب إيراني - تركي لنقل الغاز في محافظة آغري شرقي البلاد على الحدود مع إيران. وحملت السلطات التركية متمردي «حزب العمال الكردستاني» مسؤولية «التفجير الإرهابي»، مشيرة إلى أن أعمال التصليح قد تستغرق أسبوعاً. وستستعيض أنقرة عن الغاز الإيراني، بشراء غاز من أذربيجان وروسيا.