واشنطن - يو بي آي، أ ف ب - أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما في حفلة إفطار استضافها البيت الأبيض بالدور الذي يضطلع به المسلمون في المجتمع الأميركي، خصوصاً بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال: «شهر رمضان المبارك وقت للتفكير والتقوى بالنسبة الى ملايين المسلمين الأميركيين وأكثر من بليون مسلم حول العالم»، ثم توجه للمسلمين بعبارة «رمضان كريم». وتطرق الرئيس الأميركي الى اعتداءات 11 أيلول بالقول: «سنحيي خلال شهر الذكرى العاشرة لهذه الهجمات المريعة التي جلبت الكثير من الألم لقلوبنا، بعدما تسببت بمقتل أميركيين من أديان مختلفة، وبينهم مسلمون أميركيون». وأشار الى أن المسلمين كانوا بين أوائل الأشخاص الذين سارعوا الى تقديم نجدة ومساعدة وقت الهجمات، «كما لا ننسى أن المسلمين الأميركيين ساعدوا يومياً خلال السنوات العشر الماضية في حماية مجتمعنا عبر تنفيذهم مهمات رجال أمن وإطفاء وسواها». ودعا إلى أن تبقى الولاياتالمتحدة «ليس فقط دولة تتقبل الأشخاص من خلفيات ومعتقدات مختلفة، بل دولة غنية بتنوعها، وتدعم حقوق الشعوب حول العالم وكرامتها، أكان شخصاً يطالب بحريته في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أم طفلاً جائعاً في القرن الأفريقي». في غضون ذلك، كشف استطلاع للرأي اجراه مركز «غالوب ابو ظبي» اخيراً أن المسلمين الأميركيين يشعرون بأن أحوالهم باتت أفضل، إذ زادت نسبة المسلمين الذين قالوا إن «أحوالهم تزدهر» 19 في المئة منذ عام 2008. وخلص الاستطلاع إلى ان 60 في المئة من المسلمين الأميركيين المستفتين يشعرون بأن أحوالهم تزدهر، بزيادة طفيفة عن مواطنين يعتنقون أدياناً أخرى، باستثناء اليهود الذين تفوقوا عليهم بنقطة مئوية واحدة. وقال مسلم من سكان نيويورك يدعى ظاهر شيخ: «أفتخر بأنني مسلم واعيش في الولاياتالمتحدة. أمارس شعائري الدينية هنا، وهذا أهم شيء فيما لا أهمية للمكان». وقالت مسلمة تدعى هانم سالمة خلال توجهها إلى المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك: «نحن سعداء وراضون في شهر رمضان، لأننا نعمل ما نريد، ولا نواجه مشاكل». وقال ثلاثة في المئة فقط من المسلمين الأميركيين الذين استطلعت آراؤهم إنهم يعانون، بينما قال 37 في المئة منهم إنهم «يواجهون صعوبات». وأعلن القائمون على إعداد الدراسة إنهم يعزون التغيير في توقعات المستقبل إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية، وإحساس بمزيد من التحرر منذ انتخاب الرئيس باراك أوباما ذي الجذور الإسلامية الذي تواصل مع المجتمعات المسلمة في العالم. وأورد الاستطلاع أن «شعبية أوباما بين المسلمين الأميركيين بلغت 80 في المئة». وتشير إحصاءات إلى أن 46 في المئة من المسلمين الأميركيين ينتمون الى الحزب الديموقراطي، في مقابل انتماء 9 في المئة للحزب الجمهوري. على صعيد آخر، اتهم رئيس لجنة شؤون الأمن الداخلي الجمهوري في مجلس النواب الأميركي بيتر كينغ، البيتَ الابيض بكشف اسرار دولة، عبر السماح لوزارة الدفاع (البنتاغون) بالتعاون في انتاج فيلم سينمائي في هوليوود يتناول عملية الكوماندوس التي شنتها وحدة كوماندوس اميركية لقتل زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في باكستان مطلع ايار (مايو) الماضي. وفيما تعمل المخرجة كاثرين بيغلو، الحائزة جائزة اوسكار، على تنفيذ فيلم مطاردة بن لادن، والذي سيعرض قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، أبدى كينغ خشيته من اضطلاعها مع كاتب سيناريو الفيلم مارك بول على معلومات عن العملية مصنفةٍ اسرارَ دفاع خلال لقائهما مسؤولين كباراً في «البنتاغون»، بينهم مايكل فايكرز مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات وأفراد في القوات الخاصة لكتابة سيناريو الفيلم. وأكد البرلمان في بيان استند الى مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أن شركة «سوني بيكتشرز انترتاينمت» للإنتاج والمخرجة بيغلو «مُنحا فرصة بلوغ اعلى المستويات في اطار اكثر العمليات سرية في التاريخ لإنتاج الفيلم، الذي يمثل توقيتُ عرضه قبل الانتخابات المقبلة عمليةَ ترويج ودعاية من قبل البيت الابيض». وتُعتبر تصفيةُ بن لادن أحدَ اكبر انجازات الرئيس الأميركي اوباما، الذي انتُقد لفترة طويلة بسبب قلة خبرته في شؤون الأمن القومي، ويواجه حملة صعبة لإعادة انتخابه بسبب تدني شعبيته بتأثير تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد. وطالب كينغ هيئة التفتيش العامة بإجراء تحقيق مع مسؤولي «البنتاغون» ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي). وردَّ البيت الابيض على اتهامات النائب الجمهوري، ووصفها بأنها «سخيفة». وقال الناطق باسمه جاي كارني: «لا يتعلق الأمر بمعلومات مصنفة سريةً، علماً ان التفاصيل الأهم كشفناها من هذه المنصة. وكنت آمل بأن تهتم لجنة شؤون الأمن الداخلي في مجلس النواب بأمور أهم من مناقشة فيلم في وقت نستمر بمواجهة تهديد الارهاب». وأعلن فيل شراب، المسؤول في «البنتاغون» عن العلاقات مع اوساط هوليوود، ان التعاون بين الجانبين «إجراء معروف»، علماً ان «البنتاغون» توفر نصائح تقنية للمخرجين وتضع عتاداً عسكرياً او ثكنات في تصرفهم. وتعاونت في إنتاج أفلام مثل «ترانسفورمرز» و «آيرون مان 2»، اللذين اعتبرهما ستراب «فرصة لتمرير صورة إيجابية وواقعية نسبياً الى الجمهور»، موضحاً ان هذا التعاون يعود الى «بدايات السينما الأميركية». واستفادت المخرجة بيغلو سابقاً من مساعدة «البنتاغون» لوضع سيناريو فيلمها «ذا هرت لوكير»، الذي تناول يوميات خبير لنزع الألغام تحدى الموت خلال الحرب في العراق، ونالت بيغلو عنه جائزتي اوسكار افضل فيلم وأفضل مخرج العام الماضي.