شدّدت السفارة السورية في السعودية على أن سلطات بلادها لم تعتقل أي سعودي أو خليجي في الأراضي السورية، مؤكدة أنهم محل ترحاب حيثما حلوا. وقال السفير السوري لدى الرياض الدكتور مهدي دخل الله، في بيان له أمس: «ترددت إشاعات وأقوال في بعض صحف المملكة عن اعتقالات تجري في سورية لسعوديين وخليجيين بسبب جنسيتهم فقط، والسفارة السورية في الرياض تؤكد أن هذا عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً، فالأشقاء الخليجيون وغيرهم من الأشقاء العرب على أرض سورية – أرض العروبة والإسلام كما وصفها خادم الحرمين الشريفين – يجدون الترحاب والود حيثما حلوا، خصوصاً أن سورية البلد الوحيد، الذي يدخل إليه العرب من دون تأشيرات». وأضاف أن أي مواطن سعودي يزور سورية يعامل كالعادة بالود والترحاب، وأي شقيق من أي بلد عربي كان يتخذ بحقه إجراء في قضايا أو مخالفات إنما يعامل في إطار القانون. واستشهد بما ذكره القائم بأعمال السفارة السعودية في دمشق فواز الشعلان لإحدى الصحف المحلية من أن الجالية السعودية المقيمة والمترددة على سورية، والذين يصل عددهم إلى نحو 5 آلاف شخص لم يتأثروا جراء تداعيات الأحداث الحالية، وأن السجناء ال14 الموقوفين في السجون السورية على ذمة قضايا مختلفة يتمتعون بصحة جيدة، ولا يوجد ما يستدعي القلق، مؤكداً أن السفارة السعودية تتابع أوضاع هؤلاء السجناء بشكل يومي، مطمئناً أهاليهم على سلامتهم، وعدم تعرضهم لأي مشكلات جراء الأحداث. وأعرب دخل الله عن استعداد السفارة السورية في الرياض لاستقبال أي سعودي لديه أو لأقاربه أي مشكلة في هذا الخصوص، داعياً إلى «توخي الدقة في ما يطرح حول العلاقة بين بلدين شقيقين تجمع بينهما أواصر القرابة وروابط العقيدة والتاريخ». وكان رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية الدكتور مفلح القحطاني، قد أكد في تصريحات صحافية لوكالات أنباء، اعتقال عشرات السعوديين في سورية بسبب جنسيتهم. وذكر: «إن اعتقالهم ليس على ذمة قضايا جنائية بحسب الشكاوى التي وردت للجمعية من الأسر السعودية»، مشيراً إلى «مخاوف أسر السجناء عقب اندلاع أحداث العنف في سورية، وقلقهم على مصير أبنائهم القابعين في السجون». ونفى القحطاني «علم الجمعية بالتهم الموجهة إلى الرعايا السعوديين في السجون السورية»، موضحاً: «الأنباء متضاربة في هذا الخصوص؛ فهناك من يقول إنهم على ذمة قضايا جنائية، وهناك مَن يقول إن عوامل أخرى ربما تكون وراء اعتقالهم». وأكد القحطاني وصول شكاوى إلى جمعيته «تفيد يأن سجن عشرات السعوديين في السجون السورية يأتي بسبب الجنسية السعودية، وليس على ذمة قضايا جنائية أو غيرها». وطالب السلطات السورية «بمحاكمة الرعايا السعوديين القابعين في السجون السورية أو الإفراج عنهم»، مشيراً إلى عدم توافر أرقام محددة حول عدد المعتقلين؛ لأن «المعلومات متضاربة في هذا الجانب».